responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 245
أبي مسلم قال: لان الأنبياء لا يرثون الكتب، بل يورث علمهم. وقيل: هم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أورثهم الله كل كتاب أنزله، عن ابن عباس، وقيل: هم علماء أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لما ورد في الحديث: " العلماء ورثة الأنبياء ". والمروي عن الباقر والصادق عليهما السلام أنهما قالا: " هي لنا خاصة، وإيانا عنى ". وهذا أقرب الأقوال، لأنهم أحق الناس بوصف الاصطفاء، والاجتباء، وإيراث علم الأنبياء، إذ هم المتعبدون بحفظ القرآن، وبيان حقائقه، والعارفون بجلائله ودقائقه.
(فمنهم ظالم لنفسه ومنه مقتصد ومن سابق بالخيرات) اختلف في أن الضمير في منهم إلى من يعود على قولين أحدهما: إنه يعود إلى العباد، وتقدير الكلام: فمن العباد ظالم. وروى نحو ذلك عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، واختاره المرتضى، قدس الله روحه، من أصحابنا، قال: والوجه فيه أنه لما علق توريث الكتاب بمن اصطفاه من عباده، بين عقيبه أنه إنما علق وراثة الكتاب ببعض العباد دون بعض، لان فيهم من هو ظالم لنفسه، ومن هو مقتصد، ومن هو سابق بالخيرات. والقول الثاني: إن الضمير يعود إلى المصطفين من العباد، عن أكثر المفسرين.
ثم اختلف في أحوال الفرق الثلاث على قولين أحدهما: إن جميعهم ناج، ويؤيد ذلك ما ورد في الحديث عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الآية: أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب، وأما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا، وأما الظالم لنفسه فيحبس في المقام، ثم يدخل الجنة، فهم الذين قالوا (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن). وعن عائشة أنها قالت: كلهم في الجنة أما السابق فمن مضى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة.
وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق بهم. وأما الظالم: فمثلي ومثلكم وروي عنها أيضا أنها قالت: السابق الذي أسلم قبل الهجرة، والمقتصد،: الذي أسلم بعد الهجرة، والظالم: نحن، وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له. وقيل: إن الظالم من كان ظاهره خيرا من باطنه، والمقتصد الذي استوى ظاهره وباطنه، والسابق الذي باطنه خير من ظاهره.
وقيل: منهم ظالم لنفسه بالصغائر، ومنهم مقتصد بالطاعات في الدرجة الوسطى، ومنهم سابق بالخيرات في الدرجة العليا، عن جعفر بن حرب.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست