responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 234
ثم بين سبحانه حال من أجابه، وحال من خالفه فقال: (الذين كفروا لهم عذاب شديد) جزاء على كفرهم (والذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة) من الله لذنوبهم (وأجر كبير) أي: ثواب عظيم. ثم قال سبحانه مقررا لهم: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) يعني الكفار زينت لهم نفوسهم أعمالهم السيئة، فتصوروها حسنة، أو زينها الشيطان لهم بان أمالهم إلى الشبه المضلة، وترك النظر في الأدلة، وأغواهم حتى تشاغلوا بما فيه عاجل اللذة، وطرح الكلفة. وخبر قوله (أفمن زين له سوء عمله) محذوف أي: أهو كمن علم الحسن والقبيح، وعمل بما علم، ولم يزين له سوء عمله. وقيل: تقديره كمن هداه الله. وقيل: كمن زين له صالح عمله.
(فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء) مر بيانه. (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) أي: لا تهلك نفسك يا محمد عليهم حسرة، ولا يغمك حالهم إذ كفروا واستحقوا العقاب، وهو مثل قوله: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) والحسرة: شدة الحزن على ما فات من الأمر. (إن الله عليم بما يصنعون) فيجازيهم عليه.
ثم عاد سبحانه إلى ذكر أدلة التوحيد، فقال. (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا) أي. تهتجه وتزعجه من حيث هو (فسقناه) أي. فسقنا السحاب (إلى بلد ميت) أي: قحط وجدب لم يمطر، فيمطر على ذلك البلد. (فأحيينا به) أي:
بذلك المطر والماء (الأرض بعد موتها) بان أنبتنا فيها الزرع والكلأ بعد أن لم يكن (كذلك النشور) أي: كما فعل هذا بهذه الأرض الجدبة من إحيائها بالزرع والنبات، ينشر الخلائق بعد موتهم، ويحشرهم للجزاء من الثواب والعقاب.
(من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) اختلف في معناه فقيل: المعنى من كان يريد علم العزة، وهي القدرة على القهر والغلبة، لمن هي، فإنها لله جميعا، عن الفراء. وقيل. معناه من أراد العزة فليتعزز بطاعة الله، فإن الله تعالى يعزه، عن قتادة يعني: إن قوله (فلله العزة جميعا) معناه: الدعاء إلى طاعة من له العزة، كما يقال: من أراد المال فالمال لفلان أي: فليطلبه من عنده، يدل على صحة هذا ما رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إن ربكم يقول كل يوم: أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز).


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست