responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 219
القيامة (يرجع بعضهم إلى بعض القول) أي: يرد بعضهم إلى بعض القول في الجدال.
(يقول الذين استضعفوا) وهم الأتباع (للذين استكبروا) وهم الأشراف والقادة (لولا أنتم لكنا مؤمنين) مصدقين بتوحيد الله أي: أنتم منعتمونا من الإيمان، والمعنى: لولا دعاؤكم إيانا إلى الكفر، لامنا بالله في الدنيا (قال الذين استكبروا للذين استضعفوا) أي: قال المتبوعون للأتباع على طريق الانكار (أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم) أي: لم نصدكم نحن عن قبول الهدى (بل كنتم مجرمين) أي. بل أنتم كفرتم، ولم نحملكم على الكفر قهرا، فكل واحد من الفريقين ورك الذنب [1] على صاحبه، واتهمه، ولم يضف واحد منهم الذنب إلى الله تعالى.
(وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا) يعني الأتباع للمتبوعين (بل مكر الليل والنهار) أي: مكركم في الليل والنهار صدنا عن قبول الهدى (إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا) أي: حين أمرتمونا أن نجحد وحدانية الله تعالى، ودعوتمونا إلى أن نجعل له شركاء في العبادة (وأسروا الندامة) فيه وجهان أحدهما:
إن معناه أظهروا الندامة والأخر: إن المعنى أخفوها. وقد فسر الإسرار في بيت امرئ القيس:
تجاوزت أحراسا إليها، ومعشرا علي حراصا، لو يسرون مقتلي [2] على الوجهين. فمن قال بالأول قال. معناه أظهر المتبوعون الندامة على الإضلال، وأظهر الأتباع الندامة على الضلال. وقيل: معناه أقبل بعضهم على بعض يلومه، ويظهر ندمه. ومن قال بالثاني قال: معناه أخفوا الندامة في أنفسهم خوف الفضيحة. وقيل: معناه إن الرؤساء أخفوا الندامة عن الأتباع (لما رأوا العذاب) أي: حين رأوا نزول العذاب بهم.


[1] ورك الذنب عليه: حمله.
[2] البيت من المعلقات. وأحراس: جمع حارس. يقول: تجاوزت في ذهابي إلى المحبوبة أهوالا
كثيرة، قوما يحرسونها وقوما حراصا على قتلي، لو قدروا عليه في خفية، لأنهم لا يجرؤون على
قتلي جهارا، أو حراصا على قتلي لو أمكنهم قتالي ظاهرا، لأن الإسرار من الأضداد.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست