responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 214
فإنه سبحانه كان عالما بأحوالهم، وبما يكون منهم فيما لم يزل. وقيل: معناه لتعلم طاعاتهم موجودة، أو معاصيهم إن عصوا، فنجازيهم بحسبها، لأنه سبحانه لا يجازي أحدا على ما يعلم من حاله إلا بعد أن يقع ذلك منه. وقيل: معناه لنعامله معاملة من كأنه لا يعلم، وإنما يعمل ليعلم من يصدق بالأخرة، ويعترف بها ممن يرتاب فيها أو يشك.
(وربك) يا محمد (على كل شئ حفيظ) أي: عالم لا يفوته علم شئ من أحوالهم. ثم قال سبحانه (قل) يا محمد لهؤلاء المشركين (ادعوا الذين زعمتم من دون الله) أنهم آلهة، وأنهم شركاء لله تعالى، وأنهم شفعاؤكم، وأنها تستحق الإلهية، هل يستجيبون لكم إلى ما تسألونهم. وهذا نوع توبيخ لا أمر ليعلموا أن أوثانهم لا تنفعهم، ولا تضرهم. (لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض) أي: لا يملكون زنة ذرة من خير وشر، ونفع وضر، فيهما (وما لهم فيهما) أي: وليس لهم في خلق السماوات والأرض (من شرك) ونصيب (وما له منهم من ظهير) أي: ليس لله سبحانه منهم معاون على خلق السماوات والأرض، ولا على شئ من الأشياء.
(ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) المعنى أنه لا تنفع الشفاعة عند الله تعالى إلا لمن رضيه الله وارتضاه، وأذن له في الشفاعة، مثل الملائكة، والأنبياء، والأولياء. ويجوز أن يكون المعنى إلا لمن أذن الله في أن يشفع له، فيكون مثل قوله (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى). وإنما قال سبحانه ذلك، لأن الكفار كانوا يقولون:
نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، وهؤلاء شفعاؤنا عند الله. فحكم الله تعالى ببطلان اعتقاداتهم.
(حتى إذا فزع عن قلوبهم) أي: كشف الفزع عن قلوبهم، وفزع: كشف الله الفزع عن قلوبهم. واختلف في الضمير في قوله (في قلوبهم) فقيل: يعود إلى المشركين الذين تقدم ذكرهم، فيكون المعنى: حتى إذا أخرج عن قلوبهم الفزع، وقت الفزع، ليسمعوا كلام الملائكة (قالوا) أي: قالت الملائكة لهم: (ماذا قال ربكم قالوا) أي قال هؤلاء المشركون مجيبين لهم (الحق) أي قال الحق فيعترفون ان ما جاء به الرسل، كان حقا، عن ابن عباس، وقتادة، وابن زيد. وقيل: إن الضمير يعود إلى الملائكة. ثم اختلف في معناه على وجوه أحدها: إن الملائكة إذا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست