responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 21
المعنى: ثم عطف سبحانه على ما تقدم بأن قال: (فآمن له لوط) أي:
فصدق بإبراهيم لوط، وهو ابن أخته. وكان إبراهيم خاله، عن ابن عباس، وابن زيد، وجمهور المفسرين، وهو أول من صدق بإبراهيم عليه السلام (وقال) إبراهيم (إني مهاجر إلى ربي) أي خارج من جملة الظالمين على جهة الهجر لهم، لقبيح أعمالهم من حيث أمرني ربي. وقيل: معناه قال لوط إني مهاجر إلى ربي، عن الجبائي.
وخرج إبراهيم عليه السلام ومعه لوط وامرأته سارة، وكانت ابنة عمه من كوثى وهي قرية من سواد الكوفة إلى أرض الشام، عن قتادة. ومثل هذا هجرة المسلمين من مكة إلى أرض الحبشة أولا، ثم إلى المدينة ثانيا، لأنهم هجروا ديارهم وأوطانهم بسبب أذى المشركين لهم.
(إنه هو العزيز) الذي لا يذل من نصره (الحكيم) الذي لا يضيع من حفظه (ووهبنا له) أي: لإبراهيم من بعد إسماعيل (إسحاق ويعقوب) من وراء إسحاق (وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب) وذلك أن الله سبحانه لم يبعث نبيا من بعد إبراهيم إلا من صلبه، فالتوراة والإنجيل والزبور والفرقان، كلها أنزلت على أولاده (وآتيناه أجره في الدنيا) وهو الذكر الحسن، والولد الصالح، عن ابن عباس. وقيل: هو رضى أهل الأديان به، فكلهم يحبونه ويتولونه، عن قتادة. وقيل: هو أنه أري مكانه في الجنة، عن السدي. وقال بعض المتأخرين: هو بقاء ضيافته عند قبره، وليس ذلك لغيره من الأنبياء. قال البلخي: وفي هذا دلالة على أنه يجوز أن يثيب الله في دار التكليف ببعض الثواب.
(وإنه في الآخرة لمن الصالحين) يعني أن إبراهيم مع ما أعطي من الأجر والثواب في الدنيا يحشره الله في جملة الصالحين العظيمي الأقدار مثل آدم ونوح.
(ولوطا إذ قال لقومه) أي: وأرسلنا لوطا. ويجوز أن يريد، واذكر لوطا حين قال لقومه (إنكم لتأتون الفاحشة) من قرأ بلفظ الاستفهام، أراد به الانكار دون الاستعلام. ومن قرأ إنكم على الخبر أراد أن لوطا قال ذلك لقومه منكرا لفعلهم، لا مفيدا معلما لهم، لأنهم قد علموا ما فعلوه. والفاحشة ها هنا ما كانوا يفعلونه من إتيان الذكران.
(ما سبقكم بها) أي: بهذه الفاحشة (من أحد من العالمين) أي: أحد من الخلائق. ثم فسر الفاحشة بقوله (إنكم لتأتون الرجال) أي: تنكحونهم (وتقطعون

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست