responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 205
قال: لأي شئ أنت؟ قال: للخراب. فعلم أنه سيموت، فقال: اللهم عم على الجن موتي، ليعلم الإنس أنهم لا يعلمون الغيب. وكان قد بقي من بنائه سنة، وقال لأهله. لا تخبروا الجن بموتي حتى يفرغوا من بنائه. ودخل محرابه، وقام متكئا على عصاه، فمات، وبقي قائما سنة. وتم البناء. ثم سلط الله على منسأته الأرضة حتى أكلتها، فخر ميتا، فعرف الجن موته وكانوا يحسبونه حيا، لما كانوا يشاهدون من طول قيامه قبل ذلك. وقيل: إن في إماتته قائما، وبقائه كذلك، أغراضا منها إتمام البناء. ومنها أن يعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب، وأنهم في ادعاء ذلك كاذبون ومنها: أن يعلم أن من حضر أجله فلا يتأخر إذ لم يؤخر سليمان مع جلالته. وروي أنه أطلعه الله سبحانه على حضور وفاته، فاغتسل، وتحنط، وتكفن، والجن في عملهم.
وروى أبو بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن سليمان أمر الشياطين فعملوا له قبة من قوارير، فبينا هو قائم متكئ على عصاه في القبة، ينظر إلى الجن كيف يعملون، وهم ينظرون إليه، ولا يصلون إليه، إذا رجل معه في القبة، فقال: من أنت؟ فقال. أنا الذي لا أقبل الرشى، ولا أهاب الملوك! فقبضه وهو قائم متكئ على عصاه في القبة. قال: فمكثوا سنة يعملون له، حتى بعث الله الأرضة، فأكلت منسأته. وفي حديث آخر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فكان آصف يدبر أمره حتى دبت الأرضة.
(فلما خر) أي: سقط سليمان ميتا (تبينت الجن) أي: ظهرت الجن فانكشف للناس. (أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) معناه:
في الأعمال الشاقة. وإنما سماها عذابا، للمشاق التي فيها، لا أنه كان عذابا، فليس ذلك إلا أن يكون عبادة له، أو بمنزلة ما يعوضون عليه أي: ما عملوا مسخرين لسليمان وهو ميت، وهم يظنون أنه حي. وقيل. إن المعنى تبينت عامة الجن وضعفتهم، أن رؤساءهم لا يعلمون الغيب، لأنهم كانوا يوهمونهم أنهم يعلمون الغيب. وقيل: معناه تبينت الإنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب، فإنهم كانوا يوهمون الإنس إنا نعلم الغيب. وإنما قال: (تبينت الجن) كما يقول من يناظر غيره، ويلزمه الحجة. هل تبين لك أنك على باطل. وعلى هذا تدل قراءة من قرأ (تبينت الإنس) وقد مضى بيانه.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست