responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 201
وقيل: السرد المسامير التي في حلق الدروع، عن قتادة. حكي أن لقمان حضر داود عند أول درع عملها، فجعل يتفكر فيها، ولا يدري ما يريد، ولم يسأله حتى فرغ منها، ثم قام فلبسها وقال: نعم جنة الحرب هذه! فقال لقمان عند ذلك: الصمت حكمة، وقليل فاعله.
(واعملوا صالحا) أي: وقلنا اعمل أنت وأهلك الصالحات، وهي الطاعات شكرا لله سبحانه على عظيم نعمه (إني بما تعملون بصير) أي: أنا عالم بما تفعلونه، لا يخفى علي شئ من أعمالكم. ثم ذكر سبحانه سليمان، وما آتاه من الفضل والكرامة، فقال. (ولسليمان الريح) أي: وسخرنا لسليمان الريح (غدوها شهر ورواحها شهر) أي: مسير غدو تلك الريح المسخرة له مسيرة شهر، ومسير رواح تلك الريح مسيرة شهر والمعنى إنها كانت تسير في اليوم مسيرة شهرين للراكب.
قال قتادة: كان يغدو مسيرة شهر إلى نصف النهار، ويروح مسيرة شهر إلى آخر النهار. وقال الحسن: كان يغدو من دمشق، فيقيل بإصطخر من أرض أصفهان:
وبينهما مسيرة شهر للمسرع، ويروح من إصطخر فيبيت بكابل، وبينهما مسيرة شهر، تحمله الريح مع جنوده أعطاه الله الريح بدلا من الصافنات الجياد.
(وأسلنا له عين القطر) أي: أذبنا له عين النحاس، وأظهرناها له. قالوا:
أجريت له عين الصفر ثلاثة أيام بلياليهن، جعلها الله له كالماء، وإنما يعمل الناس بما أعطي سليمان منه. (ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه) المعنى. وسخرنا له من الجن من يعمل له بحضرته، وأمام عينه، ما يأمرهم به من الأعمال، كما يعمل الأدمي بين يدي الأدمي، بأمر ربه تعالى. وكان يكلفهم الأعمال الشاقة مثل عمل الطين وغيره. وقال ابن عباس. سخرهم الله لسليمان، وأمرهم بطاعته فيما يأمرهم به. وفي هذا دلالة على أنه قد كان من الجن من هو غير مسخر له.
(ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير) المعنى: ومن يعدل من هؤلاء الجن الذين سخرناهم لسليمان عما أمرناهم به من طاعة سليمان، نذقه من عذاب السعير أي: عذاب النار في الآخرة، عن أكثر المفسرين. وفي هذا دلالة على أنهم قد كانوا مكلفين. وقيل: معناه نذيقه العذاب في الدنيا، وإن الله سبحانه وكل بهم ملكا بيده سوط من نار، فمن زاغ منهم عن طاعة سليمان، ضربه ضربة أحرقته.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست