responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 16
تجب بأعلى مراتب النعمة. ولا يقدر على ذلك غير الله تعالى، فلا يستحق العبادة سواه.
(فابتغوا عند الله الرزق) أي: اطلبوا الرزق من عنده دون من سواه (واعبدوه واشكروا له) على ما أنعم به عليكم من أصول النعم، من الحياة والرزق وغيرهما.
(إليه ترجعون) أي: إلى حكمه تصيرون يوم القيامة، فيجازيكم على قدر أعمالكم. ثم خاطب العرب فقال: (وإن تكذبوا) أي: وإن تكذبوا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم (فقد كذب أمم من قبلكم) أنبياءهم الذين بعثوا إليهم (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) أي: ليس عليه إلا التبليغ الظاهر البين، وليس عليه حمل من أرسل إليه على الإيمان. (أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده) يعني كفار مكة الذين أنكروا البعث، وأقروا بأن الله هو الخالق، فقال: أو لم يتفكروا فيعلموا كيف أبدأ الله الخلق بعد العدم، ثم يعيدهم ثانيا إذا أعدمهم بعد وجودهم.
قال ابن عباس: يريد الخلق الأول، والخلق الآخر.
(إن ذلك على الله يسير) غير متعذر، لأن من قدر على الانشاء والابتداء فهو على الإعادة أقدر. ثم خاطب محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (قل) لهؤلاء الكفار (سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) وتفكروا في آثار من كان فيها قبلكم، وإلى أي شئ صار أمرهم لتعتبروا بذلك، ويؤديكم ذلك إلى العلم بربكم. وقيل: معناه انظروا وابحثوا هل تجدون خالقا غير الله. فإذا علموا أنه لا خالق ابتداء إلا الله، لزمتهم الحجة في الإعادة، وهو قوله (ثم الله ينشئ النشأة الآخرة) أي: ثم الله الذي خلقها وأنشأ خلقها ابتداء ينشئها نشأة ثانية. ومعنى الانشاء: الإيجاد من غير سبب. (إن الله) تعالى (على كل شئ قدير) أي: إن الله على الانشاء، والإفناء، والإعادة، وعلى كل شئ يشاؤه، قدير.
(يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون (21) وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير (22) والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم (23) فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست