responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 152
آمرا له أن يخير أزواجه فقال: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزيتها) أي: سعة العيش في الدنيا، وكثرة المال (فتعالين أمتعكن) أي: أعطكن متعة الطلاق. وقد مر بيانها في سورة البقرة. وقيل: أمتعكن بتوفير المهر.
(وأسرحكن) أي: أطلقكن (سراحا جميلا) والسراح الجميل: الطلاق من غير خصومة، ولا مشاجرة بين الزوجين. (وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة) أي: وإن أردتن طاعة الله، وطاعة رسوله، والصبر على ضيق العيش والجنة. (فإن الله أعد للمحسنات) أي: العارفات المريدات الإحسان، المطيعات له. (منكن أجرا عظيما).
واختلف في هذا التخيير فقيل: إنه خير هن بين الدنيا والآخرة، فإن هن اخترن الدنيا ومحبتها، استأنف حينئذ طلاقهن بقوله: (أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا) عن الحسن. وقيل: خير هن بين الطلاق، والمقام معه، عن مجاهد، والشعبي، وجماعة من المفسرين. واختلف العلماء في حكم التخيير على أقوال أحدها: إن الرجل إذا خير امرأته فاختارت زوجها، فلا شئ. وإن اختارت نفسها، تقع تطليقة واحدة، وهو قول عمر بن الخطاب وابن مسعود، وإليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه وثانيها: إنه إذا اختارت نفسها تقع ثلاث تطليقات. لان اختارت زوجها، تقع واحدة، وهو قول زيد بن ثابت، وإليه ذهب مالك وثالثها: إنه إن نوى الطلاق كان طلاقا، وإلا فلا، وهو مذهب الشافعي ورابعها: إنه لا يقع بالتخيير طلاق، وإنما كان ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة، ولو اخترن أنفسهن لما خيرهن، لبن منه. فأما غيره فلا يجوز له ذلك، وهو المروي عن أئمتنا عليهم السلام.
ثم خاطب سبحانه نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة) أي: بمعصية ظاهرة (يضاعف لها العذاب) في الآخرة (ضعفين) أي مثلي ما يكون على غيرهن، وذلك لأن نعم الله سبحانه عليهن أكثر، لمكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهن، ولنزول الوحي في بيوتهن. فإذا كانت النعمة عليهن أعظم وأوفر، كانت المعصية منهن أفحش، والعقوبة بها أعظم وأكثر. وقال أبو عبيدة:
الضعفان أن يجعل الواحد ثلاثة، فيكون عليهن ثلاثة حدود، لأن ضعف الواحد مثله، وضعفي الشئ مثلاه. وقال غيره: المراد بالضعف المثل، فالمعنى أنها يزاد في عذابها ضعف كما زيد في ثوابها ضعف في قوله (نؤتها أجرها مرتين). (وكان

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست