responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 145
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) أي: بايعوا أن لا يفروا، فصدقوا في لقائهم العدو (فمنهم من قضى نحبه) أي: مات، أو قتل في سبيل الله، فأدرك ما تمنى، فذلك قضاء النحب. وقيل: قضى نحبه معناه فرغ من عمله، ورجع إلى ربه، يعني من استشهد يوم أحد، عن محمد بن إسحاق. وقيل: معناه قضى أجله على الوفاء والصدق، عن الحسن. وقال ابن قتيبة: أصل النحب النذر، وكان قوما نذروا إن يلقوا العدو أن يقاتلوا حتى يقتلوا، أو يفتح الله، فقتلوا. فقيل:
فلان قضى نحبه: إذا قتل.
وروي عن أنس بن مالك أن عمه غاب عن قتال بدر، فقال: غبت عن أول قتال قاتله رسول الله مع المشركين، لئن أراني الله قتالا للمشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني المسلمين - وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم، فلقيه سعد دون أحد فقال: أنا معك. قال سعد: فلم أستطع أن أصنع ما صنع، فوجد فيه بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم. كنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سعيد الخزامي، عن عبد الأعلى، عن حميد بن أنس.
وقال ابن إسحاق. فمنهم من قضى نحبه من استشهد يوم بدر وأحد، (ومنهم من ينتظر) ما وعد الله من نصرة أو شهادة على ما مضى عليه أصحابه. (وما بذلوا تبديلا) أي: ما غيروا العهد الذي عاهدوا ربهم، كما غير المنافقون. قال ابن عباس: من قضى نحبه حمزة بن عبد المطلب، ومن قتل معه، وأنس بن النضر وأصحابه. وقال الكلبي: ما بدلوا العهد بالصبر، ولا نكثوه بالفرار.
وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن علي عليه السلام قال: فينا نزلت (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فأنا والله المنتظر، وما بدلت تبديلا. (ليجزي الله الصادقين بصدقهم) أي. صدق المؤمنون في عهودهم، ليجزيهم الله بصدقهم. (ويعذب المنافقين) بنقض العهد (إن شاء أو يتوب عليهم) إن تابوا. ويكون معناه: إنه سبحانه إن شاء قبل توبتهم، وأسقط عقابهم، وإن شاء لم يقبل توبتهم، وعذبهم. فإن اسقاط العذاب على المذهب الصحيح بالتوبة تفضل من الله تعالى، لا يجب عقلا. وإنما علمنا ذلك

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست