responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 141
العقبة. (وكان عهد الله مسؤولا) يسألون عنه في الآخرة. وإنما جاء بلفظ الماضي تأكيدا.
ثم قال سبحانه: (قل) يا محمد للذين استأذنوك في الرجوع، واعتلوا بأن بيوتهم يخاف عليها (لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل) إن كان حضرت آجالكم، فإنه لا بد من واحد منهما، وإن هربتم فالهرب لا يزيد في آجالكم (وإذا لا تمتعون إلا قليلا) معناه: وإن لم تحضر آجالكم، وسلمتم من الموت، أو القتل، في هذه الوقعة، لم تمتعوا في الدنيا إلا أياما قلائل. وإنما فرق بين الموت والقتل، لأن القتل غير الموت. فإن الموت ضد الحياة عند من أثبته معنى، وانتفاء الحياة عند من لم يثبته معنى. والقتل هو نقض البنية الحيوانية. فالقتل يقدر عليه غير الله تعالى، والموت لا يقدر عليه غيره.
(قل) يا محمد (من ذا الذي يعصمكم من الله) أي: يدفع عنكم قضاء الله، ويمنعكم من الله (إن أراد بكم سوءا) أي عذابا وعقوبة. (أو أراد بكم رحمة) أي نصرا وعزا، فإن أحدا لا يقدر على ذلك. (ولا يجدون لهم من دون الله وليا) يلي أمورهم (ولا نصيرا) ينصرهم، ويدفع عنهم. ثم قال سبحانه: (قد يعلم الله المعوقين منكم) وهم الذين يعوقون غيرهم عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويثبطونهم، ويشغلونهم، لينصرفوا عنه، وذلك بأنهم قالوا لهم: ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس، ولو كانوا لحما لالتهمهم [1] أبو سفيان، وهؤلاء الأحزاب.
(والقائلين لإخوانهم) يعني اليهود قالوا لإخوانهم المنافقين (هلم إلينا) أي تعالوا وأقبلوا إلينا ودعوا محمدا وقيل القائلون هم المنافقون قالوا لإخوانهم من ضعفة المسلمين. لا تحاربوا، وخلوا محمدا، فإنا نخاف عليكم الهلاك. (ولا يأتون البأس) أي: ولا يحضرون القتال في سبيل الله (إلا قليلا) يخرجون رياء وسمعة، قدر ما يوهمون أنهم معكم، يعلم الله سبحانه أحوالهم، لا يخفى عليه شئ منها، عن السدي. وقيل: معناه ولا يحضرون القتال إلا كارهين، تكون قلوبهم مع المشركين، عن قتادة.
(أشحة عليكم) أي: لا يأتون الناس أشحة عليكم أي بخلاء بالقتال معكم.


[1] التهمه: ابتلعه بمرة.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست