responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 135
تذهبوا وتدعونا، حتى نناجز محمدا. فقال أبو سفيان: والله قد حذرنا هذا نعيم.
فبعث إليهم أبو سفيان: إنا لا نعطيكم رجلا واحدا، فإن شئتم أن تخرجوا وتقاتلوا، وإن شئتم فاقعدوا. فقالت اليهود: هذا والله الذي قال لنا نعيم. فبعثوا إليهم: إنا والله لا نقاتل حتى تعطونا رهنا. وخذل الله بينهم، وبعث سبحانه عليهم الريح في ليال شاتية باردة، شديدة البرد، حتى انصرفوا راجعين.
قال محمد بن كعب: قال حذيفة بن اليمان. والله لقد رأيتنا يوم الخندق، وبنا من الجهد والجوع والخوف، ما لا يعلمه إلا الله. وقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى ما شاء الله من الليل، ثم قال: ألا رجل يأتينا بخبر القوم، يجعله الله رفيقي في الجنة؟
قال حذيفة: فوالله ما قام منا أحد مما بنا من الخوف والجهد والجوع. فلما لم يقم أحد، دعاني فلم أجد بدا من إجابته، قلت: لبيك. قال: إذهب فجئني بخبر القوم، ولا تحدثن شيئا حتى ترجع.
قال: وأتيت القوم فإذا ريح الله وجنوده يفعل بهم ما يفعل، ما يستمسك لهم بناء، ولا تثبت لهم نار، ولا تطمئن لهم قدر. فإني لكذلك إذا خرج أبو سفيان من رحله، ثم قال: يا معشر قريش! لينظر أحدكم من جليسه. قال حذيفة: فبدأت بالذي عن يميني، فقلت: من أنت؟ قال: أنا فلان [1]. ثم عاد أبو سفيان براحلته فقال: يا معشر قريش! والله ما أنتم بدار مقام، هلك الخف والحافر، وأخلفتنا بنو قريظة، وهذا الريح لا يستمسك لنا معها شئ. ثم عجل فركب راحلته، وإنها لمعقولة ما حل عقالها، إلا بعد ما ركبها. قال: قلت في نفسي لو رميت عدو الله فقتلته، كنت قد صنعت شيئا. فوترت قوسي، ثم وضعت السهم في كبد القوس، وأنا أريد أن أرميه فأقتله، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تحدثن شيئا حتى ترجع). قال: فحططت القوس، ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلي. فلما سمع حسي فرج بين رجليه، فدخلت تحته، وأرسل علي طائفة من مرطه [2] فركع وسجد، ثم قال: ما الخبر؟ فأخبرته.


[1] وفي المنقول عن (شرح المواهب): (فضربت بيدي على الذي عن يميني، فأخذت بيده
فقلت: من أنت؟ قال معاوية بن أبي سفيان. ثم ضربت بيدي على الذي عن شمالي،
فقلت: من أنت قال: عمرو بن العاص).
[2] المرط بالكسر -: الكساء.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست