responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 13
ظاهرا وباطنا (وليعلمن المنافقين) فيجازيهم بحسب أعمالهم. قال الجبائي: معناه وليميزن الله المؤمن من المنافق، فوضع العلم موضع التمييز توسعا، وقد مر بيانه.
وفي هذه الآية تهديد للمنافقين بما هو معلوم من حالهم التي استهزؤا بها، وتوهموا أنهم قد نجوا من ضررها بإخفائها، فبين أنها ظاهرة عند من يملك الجزاء عليها، وأنه يحل الفضيحة العظمى بها. (وقال الذين كفروا) نعم الله، وجحدوها (للذين آمنوا) أي: صدقوا بتوحيده وصدق رسله (اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم) أي:
ونحن نحمل آثامكم عنكم إن قلتم إن لكم في اتباع ديننا إثما، ويعنون بذلك أنه لا إثم عليكم باتباع ديننا، ولا يكون بعث، ولا نشور، فلا يلزمنا شئ مما ضمنا.
والمأمور في قوله (ولنحمل): هو المتكلم به نفسه في مخرج اللفظ، والمراد به إلزام النفس هذا المعنى، كما يلزم الشئ بالأمر. وفيه معنى الجزاء، وتقديره: إن تتبعوا ديننا حملنا خطاياكم عنكم.
ثم قال سبحانه: (وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ) أي: لا يمكنهم حمل ذنوبهم عنهم يوم القيامة، فإن الله سبحانه عدل، لا يعذب أحدا بذنب غيره، فلا يصح إذا أن يحتمل أحد ذنب غيره. وهذا مثل قوله (ولا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى). ولا يجري هذا مجرى تحمل الدية عن الغير، لأن الغرض في الدية أداء المال عن نفس المقتول. فلا فرق بين أن يؤديه زيد عنه، وبين أن يؤديه عمرو فإنه بمنزلة قضاء الدين. (إنهم لكاذبون) فيما ضمنوا من حمل خطاياهم (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) يعني أنهم يحملون خطاياهم وأوزارهم في أنفسهم التي لم يعملوها بغيرهم، ويحملون الخطايا التي ظلموا بها غيرهم. وقيل: معناه يحملون عذاب ضلالهم، وعذاب إضلالهم غيرهم، ودعائهم لهم إلى الكفر. وهذا كقوله: (من سن سنة سيئة) الخبر. وهذا كقوله: (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم).
(وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون) ومعناه: إنهم يسئلون سؤال تعنيف وتوبيخ، وتبكيت وتقريع، لا سؤال استعلام واستخبار. (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) يدعوهم إلى توحيد الله، عز وجل. (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) فلم يجيبوه، وكفروا به. (فأخذهم الطوفان) جزاء على كفرهم فهلكوا (وهم ظالمون) لأنفسهم بما فعلوه من الشرك والعصيان. (فأنجيناه وأصحاب السفينة)

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست