responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 113
الهداية. والواجب من الهدى هو ما يؤدي إلى ما ليس للعبد عنه غنى في دينه.
فاللطف على هذا هدى، والنظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى هدى. والسوق:
الحث على السير ساقه يسوقه. والجرز. الأرض اليابسة التي ليس فيها نبات لانقطاع الأمطار عنها، واشتقاقه من قولهم سيف جراز أي: قطاع لا يبقي شيئا إلا قطعه.
وناقة جراز: إذا كانت تأكل كل شئ، فلا تبقي شيئا إلا قطعته بفيها. ورجل جروز أي: أكول. قال الراجز: (خب جروز وإذا جاع بكى) [1] وفي الجرز أربع لغات:
بضم الجيم والراء، وبفتحهما، وبضم الجيم وإسكان الراء، وفتح الجيم وإسكان الراء.
الاعراب: فاعل (يهد) مضمر يدل عليه قوله (كم أهلكنا)، وتقديره: أو لم يهد لهم إهلاكنا من أهلكناه من القرون الخالية. ولا يجوز أن يكون فاعله (كم أهلكنا) لأن ما قبل (كم) لا يجوز أن يعمل فيه إلا حروف الإضافة، لأن (كم) على تقدير الاستفهام الذي له صدر الكلام، فهو في محل النصب، لأنه مفعول (أهلك) و (يمشون) في محل النصب على الحال.
المعنى: ثم نبه الله سبحانه خلقه على الاعتبار بمن تقدمهم من القرون، فقال: (أو لم يهد لهم) أي: أو لم يبصرهم، ويبين لهم (كم أهلكنا من قبلهم من القرون) الماضية جزاء على كفرهم بالله، وارتكابهم لمعاصيه. (يمشون في مساكنهم)، ويرون آثارهم. وقيل: معناه إنا أهلكناهم بغتة، وهم مشاغيل بنفوسهم، يمشون في منازلهم (إن في ذلك لآيات) أي: في إهلاكنا لهم دلالات واضحات على الحق (أفلا يسمعون) أي: أفلا يسمع هؤلاء الكفار ما يوعظون به من المواعظ.
ثم نبههم سبحانه على وجه آخر فقال: (أو لم يرو) أي: أو لم يعلموا (أنا نسوق الماء) بالمطر والثلج. وقيل: بالأنهار والعيون (إلى الأرض الجرز) أي:
اليابسة التي لا نبات فيها. وقيل: نسوق الماء بالسيول إليها، لأنها مواضع عالية، وهي قرى بين الشام واليمن، عن ابن عباس. (فنخرج به زرعا تأكل منه) أي: من ذلك الزرع (أنعامهم وأنفسهم) والمعنى: إن هذه الأرض تنبت ما يأكله الناس


[1] الخب: الخداع.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست