responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 11
إطاعة الوالدين في الواجبات حتما، وفي المباحات ندبا. ونهى عن طاعتهما في المحظورات، ونفى العلم به كأنه كناية عن تعريه من الأدلة، لأنه إذا لم يكن عليه حجة ودليل لم يحصل العلم به فلا يحسن اعتقاده.
(إلي مرجعكم) أي: إلى حكمي مصيركم (فأنبئكم بما كنتم تعملون) أي:
أخبركم بأعمالكم فأجازيكم عليها. وروي عن سعد بن أبي وقاص قال: كنت رجلا برا بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد! ما هذا الدين الذي أحدثت، لتدعن دينك هذا، أولا آكل، ولا أشرب حتى أموت، فتعير بي، فيقال: يا قاتل أمه! فقلت:
لا تفعلي يا أمه، إني لا أدع ديني هذا لشئ. قال: فمكثت يوما لا تأكل وليلة، ثم مكثت يوما آخر وليلة، فلما رأيت ذلك، قلت: والله يا أمه لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا، فكلي واشربي، وإن شئت فلا تأكلي، ولا تشربي! فلما رأت ذلك أكلت، فأنزلت هذه الآية: (وإن جاهداك). وأمه حمنة بنت أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس.
وروي عن بهر بن أبي حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم:
يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك. قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك. قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك. قلت: ثم من؟ قال ثم أباك. ثم الأقرب فالأقرب. وعن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الجنة تحت أقدام الأمهات). ثم قال سبحانه: (والذين آمنوا) أي: صدقوا بوحدانية الله تعالى، وإخلاص العبادة له (وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين) أي: في زمرتهم وجملتهم في الجنة.
ولما ذكر سبحانه خيار المؤمنين، عقبه بذكر ضعفائهم. وقيل: بل عقبه بذكر المنافقين فقال: (ومن الناس من يقول آمنا بالله) بلسانه (فإذا أوذي في الله) أي:
في دين الله، أو في ذات الله (جعل فتنة الناس كعذاب الله) والمعنى فإذا أوذي بسبب دين الله، رجع عن الدين مخافة عذاب الناس، كما ينبغي للكافر أن يترك دينه مخافة عذاب الله، فيسوي بين عذاب فان منقطع، وبين عذاب دائم غير منقطع أبدا، لقلة تمييزه. وسمى أذية الناس فتنة لما في احتمالها من المشقة. (ولئن جاء نصر من ربك) يا محمد أي. ولئن جاء نصر من الله للمؤمنين، ودولة لأولياء الله على الكافرين. (ليقولن إنا كنا معكم) أي: ليقولن هؤلاء المنافقون للمؤمنين: إنا كنا معكم على عدوكم طمعا في الغنيمة. ثم كذبهم الله فقال: (أوليس الله بأعلم بما

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست