responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 81
وما هو كائن، وبذكر من قبلي: ما قد كان. وقيل: إن معناه في القرآن خبر من معي على ديني ممن يتبعني إلى يوم القيامة، بما لهم من الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية، وذكر ما أنزل الله من الكتب قبلي، فانظروا هل في واحد من الكتب أن الله أمر باتخاذ إله سواه. فبطل بهذا البيان جواز اتخاذ معبود سواه من حيث الأمر به. وقال الزجاج: قل لهم هاتوا برهانكم بأن رسولا من الرسل أتى أمته بأن لهم إلها غير الله، فهل في ذكر من معي وذكر من قبلي إلا توحيد الله؟ ويدل على صحة هذا قوله فيما بعد: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون).
فلما توجهت الحجة عليهم ذمهم سبحانه على جهلهم بمواضع الحق فقال:
(بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون) عن التأمل والتفكر. واختص الأكثر منهم لأن فيهم من آمن (وما أرسلنا من قبلك) يا محمد (من رسول) أي:
رسولا. ومن: مزيدة (إلا نوحي إليه) نحن، أو يوحى إليه أي: يوحي الله إليه ب‌ (أنه لا إله) أي: لا معبود على الحقيقة (إلا أنا فاعبدون) أي: فوجهوا العبادة إلي دون غيري (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا) يعني من الملائكة (سبحانه) نزه نفسه عن ذلك، لأن اتخاذ الولد لا يخلو إما أن يكون على سبيل التوالد، أو على سبيل التبني، وكلاهما لا يجوز عليه، لأن الأول يقتضي أن يكون من قبيل الأجسام، والثاني وهو التبني يكون بأن يقيم غير ولده مقام ولده. وإذا كان حقيقة الولد مستحيلا منه، فالمشبه به كذلك، وليس ذلك كالخلة لأنه من الإختصاص، وحقيقته جائزة عليه.
(بل عباد مكرمون) أي: ليسوا أولاد الله كما يزعمون، بل هم عباد مكرمون أكرمهم الله واصطفاهم (لا يسبقونه بالقول) أي: لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم، فكل أقوالهم طاعة لربهم، وناهيك بذلك جلالة قدرهم (وهم بأمره يعملون) ومن كان بهذه الصفة لا يوصف بأنه ولده (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) أي: ما قدموا من أعمالهم، وما أخروا منها. يعني ما عملوا، وما هم عاملون (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الله دينه. وقال مجاهد: إلا لمن رضي الله عنه. وقيل: إنهم أهل شهادة أن لا إله إلا الله، عن ابن عباس. وقيل. هم المؤمنون المستحقون للثواب، وحقيقته أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله أن يشفع فيه، فيكون في معنى قوله:
(من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه).


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست