responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 80
التماثل، فيجب أن يكونا قادرين عالمين حيين. ومن حق كل قادرين أن يصح كون أحدهما مريدا لضد ما يريده الآخر من إماتة وإحياء، أو تحريك وتسكين، أو إفقار وإغناء، ونحو ذلك. فإذا فرضنا ذلك فلا يخلو إما أن يحصل مرادهما وذلك محال، وإما أن لا يحصل مرادهما، فينتقض كونهما قادرين. وإما أن يقع مراد الآخر فينتقض كون من لم يقع مراده من غير وجه منع معقول قادرا. فإذا لا يجوز أن يكون الإله إلا واحدا. ولو قيل إنهما لا يتمانعان، لأن ما يريده أحدهما يكون حكمة فيريده الآخر بعينه؟ والجواب: إن كلامنا في صحة التمانع لا في وقوع التمانع، وصحة التمانع يكفي في الدلالة، لأنه يدل على أنه لا بد من أن يكون أحدهما متناهي المقدور، فلا يجوز أن يكون إلها.
ثم نزه سبحانه نفسه عن أن يكون معه إله (ف‌) قال: (سبحان الله رب العرش عما يصفون) وإنما خص العرش لأنه أعظم المخلوقات، ومن قدر على أعظم المخلوقات، كان قادرا على ما دونه. (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) معناه: إن جميع أفعاله حكمة وصواب، ولا يقال للحكيم لم فعلت الصواب. وهم يسألون لأنهم يفعلون الحق والباطل. وقيل: معناه إنه لا يسأل عن ادعاء الربوبية، وهم مسؤولون إذا ادعوها، ويدل على هذا التأويل النظم والسياق. وقيل: معناه لا يحاسب على أفعاله، وهم يحاسبون على أفعالهم. وقيل: معناه إنه لا يسأله الملائكة والمسيح عن فعله كا وهو يسألهم ويجازيهم. فلو كانوا آلهة لم يسألوا عن أفعالهم.
(أم اتخذوا من دونه آلهة) وهذا استفهام إنكار وتوبيخ أيضا (قل هاتوا برهانكم) أي: قل لهم يا محمد: هاتوا حجتكم على صحة ما فعلتموه، لأنهم لا يقدرون على ذلك أبدا. وفي هذا دلالة على فساد التقليد، لأنه طالبهم بالحجة على صحة قولهم. والبرهان: هو الدليل المؤدي إلى العلم. (هذا ذكر من معي وذكر من قبلي) أي: وقل لهم يا محمد: هذا القرآن ذكر من معي بما يلزمهم من الأحكام، وذكر من قبلي من الأمم ممن نجا بالإيمان، أو هلك بالكفر، عن قتادة. وقيل: هذا ذكر من معي بالحق في إخلاص الإلهية والتوحيد في القرآن. وعلى هذا ذكر من قبلي في التوراة والإنجيل، عن الجبائي، قال. لأن القرآن ذكر أتاه الله ومن معه، والتوراة والإنجيل ذكر تلك الأمم. وقال أبو عبد الله عليه السلام: يعني بذكر من معي: من معه،

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست