responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 50
ربكم الرحمن فاتبعوني) أي: اتبعوني فيما أدعوكم إليه (وأطيعوا أمري) في عبادة الله، ولا تتبعوا السامري، ولا تطيعوا أمره في عبادة العجل (قالوا لن نبرح عليه عاكفين) معناه: لا نزال مقيمين على عبادته (حتى يرجع إلينا موسى) فننظر أيعبده كما عبدناه، أم لا. فاعتزلهم هارون في اثني عشر ألفا. فلما رجع موسى عليه السلام، وهو ممتلئ غيظا منهم، ومن عبادتهم العجل، وسمع الصياح والجلبة، إذ كانوا يرقصون حول العجل، ويضربون الدفوف والمزامير، واستقبله هارون. فألقى الألواح، وأخذ يعاتب هارون.
(قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني) أي: هلا تتبعني بمن أقام على إيمانه، عن ابن عباس. وقيل: معناه هلا قاتلتهم إذ علمت أني لو كنت فيهم لقاتلتهم. وقيل: هلا لحقت بي حين رأيتهم ضلوا بعبادة العجل قبل استحكام الأمر. والأصل أن لا مزيدة، وتقديره: ما منعك أن تتبعني (أفعصيت أمري) فيما أمرتك به يريد قوله: (أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) فلما أقام معهم، ولم يبالغ في منعهم نسبه إلى عصيانه. وقيل: إن صورته صورة الاستفهام، والمراد به التقرير، لأن موسى عليه السلام كان يعلم أن هارون لا يعصيه في أمره.
(سؤال): متى قيل إن الظاهر يقتضي أن موسى كان أمره باللحاق به، فعصى هارون أمره؟ قلنا: يجوز أن يكون أمره بذلك بشرط المصلحة، ورأى هارون الإقامة أصلح، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب. ويجوز أن يكون لم يأمره بذلك، وإنما أمره بمجاهدتهم، وزجرهم عن القبيح، وإنما عاتبه مع أن اللوم توجه على القوم لأن أمره بمفارقتهم لوم عليهم. وقيل: إن موقع الذنب ممن عظمت رتبته أعظم. فلما كان هارون أجل من خلفه موسى، خصه باللائمة. وهذا إنما يتجه إذا ثبت لهارون ذنب. فأما وهو نقي الجيب من جميع الذنوب، برئ الساحة من العيوب، فالقول الأول هو الوجه.
(قال) هارون (يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) قد فسرناه في سورة الأعراف. وقيل: كانت العادة جارية قي القبض عليهما في ذلك الزمان، كما أن العادة في زماننا هذا القبض على اليد والمعانقة، وذلك مما تختلف العادة فيه بالأزمنة والأمكنة. وقيل: إنه أجراه مجرى نفسه إذا غضب في القبض على لحيته، لأنه لم يكن يتهم عليه، كما لا يتهم على نفسه. ثم بين عليه السلام عذره في مقامه معهم،

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست