responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 449
يكاشف فيها من كاشف النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويناضل عنه، ويصحح نبوته. وقال بعض الثقات: إن قصائده في هذا المعنى التي تنفث في عقد السحر، وتغبر في وجه شعراء الدهر، يبلغ قدر مجلد وأكثر من هذا. ولا شك في أنه لم يختر تمام مجاهرة الأعداء، استصلاحا لهم، وحسن تدبيره في دفع كيادهم، لئلا يلجئوا الرسول إلى ما ألجأوه إليه بعد موته.
المعنى: لما تقدم ذكر الرسول والقرآن، وأنه أنزل هدى للخلق، بين سبحانه أنه ليس عليه الاهتداء، وإنما عليه البلاغ، والأداء، فقال: (إنك) يا محمد (لا تهدي من أحببت) هدايته. وقيل: من أحببته لقرابته، والمراد بالهداية هنا: اللطف الذي يختار عنده الإيمان، فإنه لا يقدر عليه إلا الله تعالى، لأنه إما أن يكون من فعله خاصة، أو بإعلامه. ولا يعلم ما يصلح المرء في دينه إلا الله تعالى، فإن الهداية التي هي الدعوة والبيان، قد أضافها سبحانه إليه في قوله: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم). وقيل: إن المراد بالهداية في الآية: الإجبار على الاهتداء أي: أنت لا تقدر على ذلك. وقيل: معناه ليس عليك اهتداؤهم، وقبولهم الحق.
(ولكن الله يهدي من يشاء) بلطفه. وقيل: على وجه الإجبار. (وهو أعلم بالمهتدين) أي: القابلين للهدى، فيدبر الأمور على ما يعلمه من صلاح العباد. ثم قال سبحانه حاكيا عن الكفار: (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) أي: نستلب من أرضنا، يعني أرض مكة والحرم. وقيل: إنما قاله الحرث بن نوفل بن عبد ناف، فإنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنا لنعلم أن قولك حق، ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك، ونؤمن بك، مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا، ولا طاقة لنا بالعرب، فقال سبحانه رادا عليه هذا القول (أو لم نمكن لهم حرما آمنا) أي: أو لم نجعل لهم مكة في أمن وأمان قبل هذا، ودفعنا ضرر الناس عنهم، حتى كانوا يأمنون فيه؟ فكيف يخافون زواله الآن، أفلا نقدر على دفع ضرر الناس عنهم، لو آمنوا.
بل حالة الإيمان والطاعة أولى بالأمن والسلامة من حالة الكفر. (يجبى إليه ثمرات كل شئ) أي: تجمع إليه ثمرات كل أرض وبلد (رزقا من لدنا) أي: إعطاء من عندنا، جاريا عليهم (ولكن أكثرهم لا يعلمون) ما أنعمنا به عليهم. وقيل: لا يعلمون الله، ولا يعبدونه فيعلموا ما يفوتهم من الثواب.
(وكم أهلكنا من قرية) أي: من أهل قرية. (بطرت معيشتها) أي: في

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست