responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 435
بهم إلى الحق ومن أحب شيئا أحب ذكره والقوم كانوا يدعون محبة موسى وكل من ادعى اتباع سيده مال إلى من ذكره بالفضل على أن كل موضع من مواضع التكرار لا تخلو من زيادة فائدة وههنا حذف تقديره فألقاها من يده فانقلبت بإذن الله تعالى ثعبانا عظيما تهتز كأنها جان في سرعة حركتها وشدة اهتزازها (فلما رآها تهتز) أي تتحرك (كأنها جان ولى مدبرا) موسى (ولم يعقب) أي لم يرجع إلى ذلك الموضع فنودي (يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين) من ضررها وفي انقلاب العصا حية دلالة على أن الجواهر متماثلة وأنها من جنس واحد لأنه لا حال أبعد إلى حال الحيوان من حال الخشب وما جرى مجرى ذلك من الجماد فإذا صح قلب الخشب إلى حال الحيوان صح أيضا قلب الأبيض إلى حال الأسود (اسلك يدك في جيبك) أي:
أدخلها فيه (تخرج بيضاء من غير سوء) أي: من غير برص. (واضمم إليك جناحك من الرهب) أي: ضم يدك إلى صدرك من الخوف، فلا خوف عليك، عن ابن عباس، ومجاهد. والمعنى: إن الله تعالى أمره أن يضم يده إلى صدره، فيذهب ما أصابه من الخوف عند معاينة الحية. وقيل: أمره سبحانه بالعزم على ما أراده منه، وحثه على الجد فيه، لئلا يمنعه الخوف الذي يغشاه في بعض الأحوال، مما أمره بالمضي فيه. وليس يريد بقوله (اضمم يدك) الضم المزيل للفرجة بين الشيئين.
عن أبي علي الفارسي، قال: وهذا كما أن اشدد في قوله: " أشدد حيازيمك للموت * فإن الموت لاقيكا " ليس يراد به الشد الذي هو الربط، والمراد به: تأهب للموت، واستعد للقائه، حتى لا تهاب لقاه، ولا تجزع من وقوعه. وقد جاء ذكر اليدين في مواضع يراد بهما جملة ذي اليد، فمن ذلك قولهم: " لبيك والخير بين يديك " ومنه قوله تعالى: (بما قدمت يداك). وفي المثل: " يداك أوكتا وفوك نفخ) [1]. وإنما يقال هذا عند تفريغ الجملة. وقال أبو عبيدة: جناحا الرجل يداه.
وقال غيره: الجناح هنا العضد، ويدل على قوله إن العضد قد تقام مقام الجملة في مثل قوله: (سنشد عضدك بأخيك). وقد جاء المفرد ويراد به التثنية، قال:
يداك يد إحداهما الجود كله * وراحتك الأخرى طعان تغامره .


[1] أوكى القربة: شدها بالوكاء


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست