responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 360
وفي كل لغو يخوضون، يمدحون ويذمون بالباطل، عن ابن عباس، وقتادة.
والمعنى أنهم لما يغلب عليهم من الهوى، كالهائم على وجهه في كل واد، يعني:
فيخوضون في كل فن من الكلام والمعاني التي تعن لهم، ويريدونها. فالوادي مثل لفنون الكلام، وهيمانهم فيه قولهم على الجهل بما يقولون من لغو وباطل، وغلو في مدح وذم (وأنهم يقولون ما لا يفعلون) أي: يحثون على أشياء لا يفعلونها، وينهون عن أشياء يرتكبونها.
ثم استثنى من جملتهم فقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) وهم شعراء المؤمنين، مثل عبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وسائر شعراء المؤمنين الذين مدحوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وردوا هجاء من هجاه. وفي الحديث عن الزهري قال: حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: يا رسول الله! ماذا تقول في الشعر؟ فقال: إن المؤمن مجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لحسان بن ثابت: (أهجهم، أو هاجهم وروح القدس معك). رواه البخاري ومسلم في الصحيحين. وقال الشعبي:
كان أبو بكر يقول الشعر، وكان عمر يقول الشعر، وكان عليه السلام أشعر من الثلاثة.
(وذكروا الله كثيرا) لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله، ولم يجعلوا الشعر همهم. (وانتصروا) من المشركين للرسول والمؤمنين (من بعد ما ظلموا) قال الحسن: انتصروا بما يحبون الإنتصار به في الشريعة، وهو نظير قوله (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) أي ردوا على المشركين ما كانوا يهجون به المؤمنين. ثم هدد الظالمين فقال: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) أي:
سوف يعلم أي مرجع يرجعون، وأي منصرف ينصرفون، لأن منصرفهم إلى النار، نعوذ بالله منها!

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست