responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 337
وفقها إلى فقه. وقيل: إنه النبوة، عن الكلبي. (وألحقني بالصالحين) أي: بمن قبلي من النبيين في الدرجة والمنزلة. وقيل: معناه إفعل بي من اللطف ما يؤديني إلى الصلاح والاجتماع مع النبيين في الثواب. وفي هذا دلالة على عظم شأن الصلاح، وهو الاستقامة على ما أمر الله تعالى به، ودعا إليه، (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) أي: ثناء حسنا في آخر الأمم، وذكرا جميلا، وقبولا عاما في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة. فأجاب الله سبحانه دعاه. فكل أهل الأديان يثنون عليه، ويقرون بنبوته، والعرب تضع اللسان موضع القول على الاستعارة، لأن القول يكون بها، وكذلك يسمون اللغة لسانا، قال أعشى باهلة:
إني أتتني لسانا لا أسر بها * من علو، لا عجب منها، ولا سخر وقيل: إن معناه واجعل لي ولد صدق في آخر الأمم، يدعو إلى الله، ويقوم بالحق، وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم (واجعلني من ورثة جنة النعيم) أي: من الذين يرثون الفردوس (واغفر لأبي إنه كان من الضالين) أي: من الذاهبين عن الصواب في اعتقاده. ووصفه بأنه ضال يدل على أنه كان كافرا كفر جهالة، لا كفر عناد. وقد ذكرنا الوجه في استغفار إبراهيم لأبيه في سورة التوبة. (ولا تخزني يوم يبعثون) أي: لا تفضحني، ولا تعيرني بذنب يوم تحشر الخلائق. وهذا الدعاء كان منه عليه السلام على وجه الانقطاع إلى الله تعالى، لما بينا أن القبيح لا يجوز وقوعه من الأنبياء عليهم السلام.
ثم فسر ذلك اليوم بأن قال: (يوم لا ينفع مال ولا بنون) أي: لا ينفع المال والبنون أحدا إذ لا يتهيأ لذي المال أن يفتدي من شدائد ذلك اليوم به، ولا يتحمل من صاحب البنين بنوه شيئا من معاصيه. (إلا من أتى الله بقلب سليم) من الشرك والشك، عن الحسن، ومجاهد. وقيل: سليم من الفساد والمعاصي. وإنما خص القلب بالسلامة، لأنه إذا سلم القلب سلم سائر الجوارح من الفساد، من حيث إن الفساد بالجارحة، لا يكون إلا عن قصد بالقلب الفاسد. وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: هو القلب الذي سلم من حب الدنيا. ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " حب الدنيا رأس كل خطيئة ".
(وأزلفت الجنة للمتقين) أي: قربت لهم ليدخلوها (وبرزت الجحيم للغاوين) أي: أظهرت وكشف الغطاء عنها للضالين عن طريق الحق والصواب.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست