responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 336
المتقدمون أي: والذين كان آباؤكم يعبدونهم. وإنما دخل لفظة كان، لأنه جمع بين الحال والماضي. (فإنهم عدو لي) معناه: إن عبادة الأصنام مع الأصنام، عدو لي إلا أنه غلب ما يعقل. وقيل: إنه يعني الأصنام. وإنما قال: (فإنهم) فجمعها جمع العقلاء، لما وصفها بالعداوة التي لا تكون إلا من العقلاء، وجعل الأصنام كالعدو في الضرر من جهة عبادتها. ويجوز أن يكون قال (فإنهم): لأنه كان منهم من يعبد الله مع عبادته الأصنام، فغلب ما يعقل، ولذلك استثنى فقال: (إلا رب العالمين) استثناء من جميع المعبودين. قال الفراء: إنه من المقلوب، والمعنى فإني عدو لهم، ومن عاديته فقد عاداك.
ثم وصف رب العالمين فقال: (الذي خلقني) وأخرجني من العدم إلى الوجود (فهو يهديني) أي: يرشدني إلى ما فيه نجاتي. وقيل: الذي خلقني لطاعته، فهو يهديني إلى جنته (والذي هو يطعمني ويسقيني وإذا مرضت فهو يشفيني) معناه: إنه يرزقني ما أتغذى به، ويفعل ما يصح بدني (والذي يميتني ثم يحييني) أي: يميتني بعد أن كنت حيا، ويحييني يوم القيامة بعد أن أكون ميتا (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) أي: يوم الجزاء. وإنما قال ذلك على سبيل الانقطاع منه إلى الله تعالى، لا على سبيل أن له خطيئة يحتاج إلى أن يغفر له يوم القيامة، لأن عندنا لا يجوز أن يقع من الأنبياء شئ من القبائح. وعند جميع أهل العدل، وإن جوزوا عليهم الصغائر، فإنها تقع عندهم محبطة مكفرة، فليس شئ منها غير مغفور، فيحتاج إلى أن يغفر يوم القيامة. وقيل: معناه أطمع أن يغفر لمن يشفعني فيه، فأضافه إلى نفسه، كقوله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر). وإنما قال: (وإذا مرضت) فأضاف المرض إلى نفسه، وإن كان من الله، استعمالا لحسن الأدب. فإن المقصود شكر نعمة الله تعالى، ولو كان المقصود بيان القدرة لأضافه إلى الله تعالى، ونظيره قول الخضر عليه السلام: (فأردت أن أعيبها)، ثم قال: (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) وإنما حذف الياءات لأنه رؤوس الآيات. وهذا الكلام من إبراهيم عليه السلام إنما صدر على وجه الإحتجاج على قومه، والإخبار بأنه لا يصلح للإلهية إلا من فعل هذه الأفعال.
ثم حكى الله عنه أنه سأله وقال: (رب هب لي حكما) والحكم بيان الشئ على ما تقتضيه الحكمة. وقيل: إنه العلم، عن ابن عباس، يعني علما إلى علم،

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست