responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 326
بأن الرب من كان بهذه الصفة، أو موقنين بأن هذه الأشياء محدثة، وليست من فعلكم. والمحدث لا بد له من محدث. لم يشتغل موسى لجواب ما سأله فرعون، لأن الله تعالى ليس بذي جنس، بل اشتغل ببيان ربوبيته وصفاته، وبيان الحجة الدالة عليه من خلقه، الذي يعجز المخلوقون عن مثله. (قال) فرعون (لمن حوله ألا تستمعون) يريد: ألا تستمعون مقالة موسى، عن ابن عباس. وقيل: معناه ألا تصغون إليه، وتفهمون ما يقوله، معجبا من قوله: وإنما عجب فرعون من حوله من جوابه، لأنه طلب منه أي أجناس الأجسام هو، جهلا منه بالتوحيد، لأنه لو كان كأحد أجناس الأجسام، لكان محدثا كسائر الأجسام التي هي من جنسه، لحلول الحوادث فيه ودله موسى على الله بدلالة أفعاله التي بها يجب أن يستدل عليه تعالى، فقال فرعون: أنظروا إلى هذا أسأله عن شئ فيجيب عن غيره. فجرى موسى عليه السلام على عادته في الرفق، وتأكيد الحجة، وتكريرها.
(قال ربكم ورب آبائكم الأولين) وإنما ذكره تأييدا لما قبله، وتوكيدا له. فإن فرعون كان يدعي الربوبية على أهل عصره، دون من قبله. فبين أن المستحق للربوبية من هو رب أهل كل عصر، ومالك تدبيرهم، فعند ذلك (قال) فرعون إذ لم يقدر على جواب لكلام موسى عليه السلام، يموه عليهم (إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون) لأني أسأله عن ماهية رب العالمين، فيجيبني عن غير ذلك، كما يفعل المجنون. فعند ذلك لم يشتغل موسى عليه السلام بالجواب عما نسبه إليه من الجنون، ولكن اشتغل بتأكيد الحجة، والزيادة في الإبانة، بأن (قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون) ذلك وتتدبرونه. وقيل: إن كنتم تعلمون أنه إنما يستحق العبادة من كان بهذه الصفة. فلما طال على فرعون الإحتجاج من موسى (قال) مهددا له (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين) أي: من المحبوسين.
قالوا: وكان إذا سجن أحدا لم يخرجه حتى يموت. فلما توعده بالسجن (قال أولو جئتك بشئ مبين) معناه: أتسجنني ولو جئتك بأمر ظاهر، تعرف به صدقي، وكذبك، وحجة ظاهرة تدل على نبوتي.
* (قال فأت به إن كنت من الصادقين [31] فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين [32] ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين [33] قال للملأ حوله إن هذا لساحر

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست