responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 273
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا إذا لم يكن عندهم ما يطعمونهم، ذهبوا بهم إلى بيوت آبائهم، وأمهاتهم، وقراباتهم، فكان أهل الزمانة يتحرجون من أن يطعموا ذلك الطعام، لأنه يطعمهم غير مالكيه، عن مجاهد.
(ولا على أنفسكم) أي: وليس عليكم حرج في أنفسكم (أن تأكلوا من بيوتكم) أي: بيوت عيالكم، وأزواجكم، وبيت المرأة كبيت الزوج. وقيل: معناه من بيوت أولادكم. فنسب بيوت الأولاد إلى الآباء، لأن الأولاد كسبهم وأموالهم كأموالهم. ويدل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنت ومالك لأبيك ". وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن أطيب ما يأكل المؤمن كسبه، وإن ولده من كسبه " ولذلك لم يذكر الله بيوت الأبناء حين ذكر بيوت الآباء والأقارب اكتفاء بهذا الذكر.
ثم ذكر بيوت الأقارب بعد الأولاد فقال: (أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم) إلى قوله (أو بيوت خالاتكم). وهذه الرخصة في أكل مات القرابات، وهم لا يعلمون ذلك، كالرخصة لمن دخل حائطا، وهو جائع أن يصيب من ثمره، أو مر في سفره بغنم، وهو عطشان، أن يشرب من رسله [1]، توسعة منه على عباده، ولطفا لهم، ورغبة بهم عن دناءة الأخلاق، وضيق العطن. وقال الجبائي: إن الآية منسوخة بقوله: (لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه) وبقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم. " لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة نفس منه ". والمروي عن أئمة الهدى، صلوات الله عليهم، أنهم قالوا: لا بأس بالأكل لهؤلاء من بيوت من ذكر الله تعالى بغير إذنهم، قدر حاجتهم من غير إسراف. وقوله: (أو ما ملكتم مفاتحه) معناه: أو بيوت عبيدكم ومماليككم، وذلك أن السيد يملك منزل عبده.
والمفاتح هنا: الخزائن، لقوله: (وعنده مفاتح الغيب): وقيل: هي التي يفتح الغيب بها، عن ابن عباس قال: عنى بذلك وكيل الرجل، وقيمه في ضيعته وماشيته، فلا بأس عليه أن يأكل من ثمر حائطه، ويشرب من لبن ماشيته. وقيل: إذا ملك الرجل المفتاح فهو خازن، فلا بأس أن يطعم الشئ اليسير، عن عكرمة. وقيل:
هو الرجل يولى طعام غيره، يقوم عليه، فلا بأس أن يأكل منه، عن السدي (أو صديقكم) رفع الحرج عن الأكل من بيت صديقه بغير إذن، إذا كان عالما بأنه تطيب نفسه بذلك. والصديق: هو الذي صدقك عن مودته. وقيل: هو الذي يوافق باطنه باطنك، كما وافق ظاهره ظاهرك. ولفظ الصديق يقع على الواحد، وعلى الجمع، .


[1] الرسل: اللبن


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست