responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 263
بعد ذلك) أي: من بعد قولهم: آمنا (وما أولئك) الذين يدعون الإيمان، ثم يعرضون عن حكم الله ورسوله (بالمؤمنين) وفي هذه الآية دلالة على أن القول المجرد لا يكون إيمانا، إذ لو كان ذلك كذلك، لما صح النفي بعد الإثبات. (وإذا دعوا إلى الله) أي: إلى كتاب الله، وحكمه، وشريعته. (ورسوله) أي: وإلى حكم رسوله (ليحكم بينهم) الرسول. وإنما أفرد بعد قوله (إلى الله ورسوله) لأن حكم الرسول يكون بأمر الله تعالى، فحكم الله ورسوله واحد. (إذا فريق منهم معرضون) عما يدعون إليه (وإن يكن لهم الحق) أي: وإن علموا أن الحق يقع لهم (يأتوا إليه) أي: إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم (مذعنين) مسرعين طائعين منقادين. ثم قال سبحانه منكرا عليهم (أفي قلوبهم مرض) أي: شك في نبوتك ونفاق؟ وهو استفهام يراد به التقرير، لأنه أشد في الذم والتوبيخ أي: هذأ أمر قد ظهر حتى لا يحتاج فيه إلى البينة، كما جاء في نقيضه من المدح على طريق الاستفهام، نحو قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا، * وأندى العالمين بطون راح [1] (أم ارتابوا) في عدلك أي: رأوا منك ما رابهم لأجله أمرك (أم يخافون أن يحيف الله عليهم) أي: يجور الله عليهم (ورسوله) أي: ويميل رسوله في الحكم، ويظلمهم، لأنه لا وجه في الامتناع عن المجئ إلا أحد هذه الأوجه الثلاثة. ثم أخبر سبحانه أنه ليس شئ من ذلك فقال: (بل أولئك هم الظالمون) نفوسهم وغيرهم. وفي هذه الآية دلالة على أن خوف الحيف من الله تعالى، خلاف الدين، وإذا كان كذلك، فالقطع عليه أولى أن يكون خلافا للدين.
ثم وصف سبحانه الصادقين في إيمانهم، فقال: (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا) أي: سمعنا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأطعنا أمره، وإن كان ذلك فيما يكرهونه ويضرهم، عن ابن عباس، ومقاتل. وقيل: معناه قبلنا هذا القول، وأنفذنا له واجبنا إلى حكم الله ورسوله.
(وأولئك هم المفلحون) أي: الفائزون بالثواب، الظافرون بالمراد. وروي عن أبي جعفر عليه السلام أن المعني بالآية أمير المؤمنين، عليه أفضل الصلوات. (ومن يطع .


[1] الشعر في (جامع الشواهد)، وقد مر في الكتاب أيضا غير مرة


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست