responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 235
معناه أن لا يؤتوا فحذف (لا) أي: لا يحلفوا أن لا يؤتوا. وقيل: لا يقصروا أن يؤتوا، ولا يتركوا جهدا في الانفاق على أقربائهم (والمساكين والمهاجرين في سبيل الله) وقد أجتمع في مسطح الصفات الثلاث: كان قرينا لأبي بكر، مسكينا، مهاجرا. قال الجبائي: وفي قصة مسطح دلالة على أنه قد يجوز أن تقع المعاصي ممن شهد بدرا بخلاف قول النوائب.
(وليعفوا وليصفحوا) هذا أمر من الله تعالى للمرادين بالآية بالعفو عمن أساء إليهم، والصفح عنهم. وقال لهم: (ألا تحبون أن يغفر الله لكم) معاصيكم جزاء على عفوكم وصفحكم عمن أساء إليكم (والله غفور رحيم إن الذين يرمون المحصنات) أي: يقذفون العفائف من النساء (الغافلات) عن الفواحش (المؤمنات) بالله، ورسوله، واليوم الآخر. (لعنوا في الدنيا والآخرة) أي: أبعدوا من رحمة الله في الدارين. وقيل: استحقوا اللعنة فيهما. وقيل عذبوا في الدنيا بالجلد، ورد الشهادة، وفي الآخرة بعذاب النار. (ولهم) مع ذلك (عذاب عظيم) وهذا الوعيد عام لجميع المكلفين، عن ابن عباس، وابن زيد.
(يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) بين الله سبحانه أن ذلك العذاب يكون في يوم تشهد ألسنتهم فيه عليهم بالقذف، وسائر أعضائهم بمعاصيهم. وفي كيفية شهادة الجوارح أقوال أحدها: إن الله تعالى يبنيها بنية يمكنها النطق والكلام من جهتها، فتكون ناطقة. والثاني: إن الله تعالى يفعل فيها كلاما يتضمن الشهادة، فيكون المتكلم هو الله دون الجوارح. وأضيف الكلام إليها على التوسع، لأنها محل الكلام. والثالث: إن الله تعالى يجعل فيها علامة تقوم مقام النطق بالشهادة. وأما شهادة الألسن فبأن يشهدوا بألسنتهم إذا رأوا أنه لا ينفعهم الجحود.
وأما قوله: (اليوم نختم على أفواههم) فإنه يجوز أن تخرج الألسنة، ويختم على الأفواه. ويجوز أن يكون الختم على الأفواه في حال شهادة الأيدي والأرجل.
(يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) أي: يعلمون الله لهم جزاءهم الحق. فالدين هنا بمعنى الجزاء. ويجوز أن يكون المراد جزاء دينهم الحق، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه. (ويعلمون أن الله هو الحق) أي: يعلمون الله ضرورة في ذلك اليوم، ويقرون أنه الحق، لأنه يقضي بالحق، ويعطي بالحق، ويأخذ بالحق.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست