responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 234
فلأن تأنيث الألسنة ليس بحقيقي، ولأنه حصل بين الفعل والفاعل فصل. ومن قرأ بالتاء، فعلى أن الألسنة مؤنثة. ومن قرأ (الحق) بالرفع جعله وصفا لله تعالى أي:
يوفيهم الله الحق دينهم، مثل قوله (إلى الله مولاهم الحق).
النزول: قيل: إن قوله (ولا يأتل أولو الفضل منكم) الآية. نزلت في أبي بكر، ومسطح بن أثاثة، وكان ابن خالة أبي بكر، وكان من المهاجرين، ومن جملة البدريين، وكان فقيرا. وكان أبو بكر يجري عليه، ويقوم بنفقته. فلما خاض في الإفك، قطعها وحلف أن لا ينفعه بنفع أبدا. فلما نزلت الآية، عاد أبو بكر إلى ما كان، وقال: والله إني لأحب أن يغفر الله لي، والله لا أنزعها عنه أبدا، عن ابن عباس، وعائشة، وابن زيد. وقيل: نزلت في يتيم كان في حجر أبي بكر، حلف لا ينفق عليه، عن الحسن، ومجاهد. وقيل: نزلت في جماعة من الصحابة، أقسموا على أن لا يتصدقوا على رجل تكلم بشئ من الإفك، ولا يواسوه، عن ابن عباس، وغيره.
المعنى: ثم نهى سبحانه عن اتباع الشيطان، فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان) أي: آثاره وطرقه التي تؤدي إلى مرضاته. وقيل: وساوسه (ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) هذا بيان سبب المنع من اتباعه (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) بأن لطف لكم وأمركم بما تصيرون به أزكياء، ونهاكم عما تصيرون بتركه أزكياء (ما زكى منكم من أحد أبدا) أي: ما صار منكم أحد زكيا ومن في (من أحد) مزيدة. وقيل: معناه ما ظهر منكم أحد من وسوسة الشيطان، وما صلح.
(ولكن الله يزكي من يشاء) أي: يطهر بلطفه من يشاء، وهو من له لطف يفعله سبحانه به ليزكو عنده (والله سميع عليم) يفعل المصالح والألطاف بالمكلفين، لأنه يسمع أصواتهم وأقوالهم، ويعلم أحوالهم وأفعالهم. وفي الآية دلالة على أن الله سبحانه يريد من خلقه خلاف ما يريده الشيطان، لأنه إذا ذم سبحانه الأمر بالفحشاء والمنكر، فخالق الفحشاء والمنكر ومريدهما أولى بالذم، تعالى وتقدس عن ذلك.
وفيها دلالة على أن أحدا لا يصلح إلا بلطفه.
(ولا يأتل) أي: ولا يحلف أولا يقصر، ولا يترك (أولو الفضل منكم والسعة) أي: أولو الغنى والسعة في المال (أن يؤتوا أولي القربى) قال الزجاج:


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست