responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 230
القول الذي أنزل عليه. فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أبشري يا عائشة. أما الله فقد برأك. فقالت لي أمي: قومي إليه. فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله، فهو الذي أنزل براءتي. فأنزل الله تعالى: (إن الذين جاؤوا بالإفك) الآيات العشر.
المعنى: (إن الذين جاؤوا بالإفك) أي: بالكذب العظيم الذي قلب فيه الأمر عن وجهه (عصبة منكم) أيها المسلمون. قال ابن عباس، وعائشة: منهم عبد الله بن أبي سلول، وهو الذي تولى كبره، ومسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش. (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) هذا خطاب لعائشة وصفوان، لأنهما قصدا بالإفك، ولمن اغتم بسبب ذلك، وخطاب لكل من رمي بسبب، عن ابن عباس أي: لا تحسبوا غم الإفك شرا لكم، بل هو خير لكم، لأن الله تعالى يبرئ عائشة، ويأجرها بصبرها واحتسابها، ويلزم أصحاب الإفك ما استحقوه بالإثم الذي ارتكبوه في أمرها. وقال الحسن: هذا خطاب للقاذفين من المؤمنين، والمعنى: لا تحسبوا أيها القذفة هذا التأديب شرا لكم، بل هو خير لكم، فإنه يدعوكم إلى التوبة، ويمنعكم عن المعاودة إلى مثله.
(لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم) أي: لكل امرئ من القذفة جزاء ما اكتسبه من الإثم، بقدر ما خاض وأفاض فيه. وقيل: معناه على كل امرئ منهم عقاب ما اكتسب، كقوله: (وإن أسأتم لها) أي: فعليها. (والذي تولى كبره) أي: تحمل معظمه (منهم له عذاب عظيم) المراد به عبد الله بن أبي سلول أي:
فإنه كان رأس أصحاب الإفك، كان يجتمع الناس عنده، ويحدثهم بحديث الإفك، ويشيع ذاك بين الناس، ويقول: قال امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت، ثم جاء يقودها، والله ما نجت منه، ولا نجا منها. والعذاب العظيم: عذاب جهنم في الآخرة. وقيل: المراد به مسطح بن أثاثة. وقيل: حسان بن ثابت، فإنه روي أنه دخل على عائشة بعد ما كف بصره، فقيل لها: إنه يدخل عليك، وقد قال فيك ما قال وقد قال الله تعالى (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) فقالت عائشة:
أليس قد كف بصره، فأنشد حسان قوله فيها:
حصان، رزان، فاتزن بريبة، * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل [1]


[1] الحصان هنا: العفيفة. والرزان: الملازمة موضعها التي لا تتصرف كثيرا. وامرأة رزان: إذا
كانت ذات ثبات ووقار. وما تزن: أي ما تتهم. وغرثى أي: جائعة. والغوافل جمع غافلة.
يريد انها لا ترتع في أعراض الناس.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست