responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 208
ثم أمره صلى الله عليه وآله وسلم بالصبر إلى أن ينقضي الأجل المضروب للعذاب فقال: (إدفع بالتي هي أحسن السيئة) أي: إدفع بالإغضاء والصفح إساءة المسئ، عن مجاهد، والحسن. وهذا قبل الأمر بالقتال. وقيل: معناه إدفع باطلهم ببيان الحجج على ألطف الوجوه، وأوضحها، وأقربها إلى الإجابة والقبول. (نحن أعلم بما يصفون) أي: بما يكذبون ويقولون من الشرك. والمعنى: إنا نجازيهم بما يستحقونه. ثم أمره صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (وقل) يا محمد (رب أعوذ بك) أي: أعتصم بك (من همزات الشياطين) أي: من نزعاتهم ووساوسهم، عن ابن عباس، والحسن.
والمعنى: من دعائهم إلى الباطل والعصيان، ومن شرورهم في كل شئ يخاف فيه من ذلك (وأعوذ بك رب أن يحضرون) أي: يشهدوني، ويقاربوني، ويصدوني عن طاعتك. وقيل: معناه أن يحضروني في الصلاة عند تلاوة القرآن. وقيل: في الأحوال كلها.
ثم عاد سبحانه إلى قوله (أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما) فقال: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون) يعني: إن هؤلاء الكفار إذا أشرفوا على الموت سألوا الله تعالى عند ذلك الرجعة إلى دار التكليف، فيقول أحدهم: رب ارجعون على لفظ الجمع، وفي معناه قولان أحدهما: إنهم استغاثوا أولا بالله، ثم رجعوا إلى مسألة الملائكة، فقالوا لهم: ارجعون أي: ردوني إلى الدنيا، عن ابن جرير والآخر: إنه على عادة العرب في تعظيم المخاطب، كما قال: (قرة عين لي ولك لا تقتلوه). وروى النضر بن شميل قال: سألوا الخليل عن هذا، ففكر ثم قال:
سألتموني عن شئ لا أحسنه، ولا أعرف معناه. فاستحسن الناس منه ذلك. (لعلي أعمل صالحا فيما تركت) أي: في تركتي. والمعنى: أؤدي عنها حق الله تعالى، وقيل: معناه في دنياي، فإنه ترك الدنيا، وصار إلى الآخرة. وقيل: معناه أعمل صالحا فيما فرطت وضيعت أي: في صلاتي، وصيامي، وطاعاتي. وقال الصادق عليه السلام: إنه في مانع الزكاة يسأل الرجعة عند الموت.
ثم قال سبحانه في الجواب عن سؤالهم: (كلا) أي: لا يرجع إلى الدنيا (إنها) أي: مسألة الرجعة (كلمة هو قائلها) أي: كلام يقوله، ولا فائدة له في ذلك. وقيل: معناه وهي كلمة يقولها بلسانه، وليس لها حقيقة، مثل قوله: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه). وروى العياشي بإسناده عن الفتح بن يزيد الجرجاني،

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست