responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 164
أصحاب الحديث، وقد تضمنت ما ينزه الرسل عليهم السلام عنه. وكيف يجوز ذلك على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال الله سبحانه: (كذلك لنثبت به فؤادك)، وقال: (سنقرؤك فلا تنسى). وإن حمل ذلك على السهو، فالساهي لا يجوز أن يقع منه مثل هذه الألفاظ المطابقة لوزن السورة ونظمها، ثم لمعنى ما تقدمها من الكلام، لأنا نعلم ضرورة أن الساهي لو أنشأ قصيدة، لم يجز أن يسهو حتى يتفق منه بيت شعر في وزنها، وفي معنى البيت الذي تقدمه، وعلى الوجه الذي تقتضيه فائدته.
ويمكن أن يكون الوجه فيه ما ذكرناه في النزول، لأن من المعلوم أنهم كانوا يلقون عند قراءته طلبا لتغليطه، ويمكن أن يكون كان هذا في الصلاة، لأنهم كانوا يلقون في قراءته. وقيل أيضا: إنه كان إذا تلا القرآن على قريش، توقف في فصول الآيات، وأتى بكلام على سبيل الحجاج لهم. فلما تلا الآيات قال: (تلك الغرانيق العلى) على سبيل الانكار عليهم، وعلى أن الأمر بخلاف ما قالوه وظنوه. وليس يمتنع أن يكون هذا في الصلاة، لأن الكلام في الصلاة حينئذ كان مباحا، وإنما نسخ من بعد. وقيل: إن المراد بالغرانيق. الملائكة، وقد جاء ذلك في بعض الحديث، فتوهم المشركون أنه يريد آلهتهم. وقيل: إن ذلك كان قرآنا منزلا في وصف الملائكة، فلما ظن المشركون أن المراد به آلهتهم، نسخت تلاوته.
وقال البلخي: ويجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع هاتين الكلمتين من قومه وحفظهما، فلما قرأ، ألقاها الشيطان في ذكره، فكاد أن يجريها على لسانه فعصمه الله ونبهه، ونسخ وسواس الشيطان، وأحكم آياته، بأن قرأها النبي صلى الله عليه وآله وسلم محكمة، سليمة مما أراد الشيطان. ويجوز أن يكون النبي صلى اله عليه وآله وسلم لما انتهى إلى ذكر اللات والعزى، قال الشيطان هاتين الكلمتين رافعا بهما صوته، فألقاهما في تلاوته في غمار الناس، فظن الجهال أن ذلك من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسجدوا عند ذلك.
والغرانيق: جمع غرنوق وهو الحسن الجميل، يقال: شاب غرنوق وغرانق: إذا كان ممتليا ريا (ثم يحكم الله آياته) أي: يبقي آياته، ودلائله وأوامره محكمة لا سهو فيها، ولا غلط.
(والله عليم) بكل شئ (حكيم) واضع للأشياء مواضعها. (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم) أي: ليجعل ذلك تشديدا في التعبد وامتحانا، عن الجبائي. والمعنى: إنه شدد المحنة والتكليف على الذين في

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست