responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 160
قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين [49] فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم [50] والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم [51]).
القراءة: قرأ ابن كثير وأهل الكوفة غير عاصم: (مما يعدون) بالياء. والباقون بالتاء. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (معجزين) بالتشديد، وفي سبأ أيضا في موضعين. والباقون: (معاجزين) بالألف في السورتين.
الحجة: حجة من قرأ (يعدون) بالياء: أن قبله (يستعجلونك). وحجة من قرأ بالتاء: أن ذلك أعم. وقوله (معاجزين) أي: ظانين ومقدرين أن يعجزونا، لأنهم ظنوا أن لا بعث ولا نشور، فهو كقوله (أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا) ومعجزين: ينسبون من تبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى العجز نحو جهلته نسبته إلى الجهل. وروي عن مجاهد أنه فسر (معجزين) مثبطين أي: يثبطون الناس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
المعنى: ثم حث سبحانه على الاعتبار بحال من مضى من القرون المكذبة لرسلهم فقال: (أفلم يسيروا في الأرض) أي: أو لم يسر قومك يا محمد في أرض اليمن والشام، عن ابن عباس. (فتكون لهم قلوب يعقلون بها) أي: يعلمون بها ما يرون من العبر. والمعنى: فيعقلون بقلوبهم ما نزل بمن كذب قبلهم (أو آذان يسمعون بها) أخبار الأمم المكذبة (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) الهاء في أنها ضمير القصة والجملة بعدها تفسيرها. قال الزجاج:
وقوله (التي في الصدور) من التوكيد الذي يورده العرب في الكلام، كقوله:
(عشرة كاملة)، وقوله: (يقولون بأفواههم)، وقوله: (يطير بجناحيه). وقيل:
إنه إنما ذكر ذلك لئلا يتوهم إلى غير معنى القلب نحو قلب النخلة، فيكون أنفى للبس بتجوز الاشتراك، وكذلك قوله: (يقولون بأفواههم) لأن القول قد يكون بغير الفم. والمعنى: إن الأبصار وإن كانت عمياء، فلا تكون في الحقيقة كذلك، إذا كان أصحابها عارفين بالحق، وإنما يكون العمى عمى القلب الذي يقع معه الجحود بوحدانية الله.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست