responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 145
القائمين في الصلاة، عن عطا (وأذن في الناس بالحج) أي: ناد في الناس، وأعلمهم بوجوب الحج. واختلف في المخاطب به على قولين أحدهما: إنه إبراهيم، عن علي وابن عباس، واختاره أبو مسلم. قال ابن عباس: قام في المقام فنادى: يا أيها الناس! إن الله دعاكم إلى الحج، فأجابوا بلبيك اللهم لبيك والثاني:
إن المخاطب به نبينا محمد، عليه أفضل الصلوات أي: وأذن يا محمد في الناس بالحج، فأذن، صلوات الله عليه، في حجة الوداع أي: أعلمهم بوجوب الحج، عن الحسن والجبائي. وجمهور المفسرين على القول الأول، وقالوا: أسمع الله تعالى صوت إبراهيم كل من سبق علمه بأنه يحج إلى يوم القيامة، كما أسمع سليمان مع ارتفاع منزلته، وكثرة جنوده حوله، صوت النملة مع خفضه وسكونه. وفي رواية عطا عن ابن عباس قال: لما أمر الله سبحانه إبراهيم أن ينادي في الناس بالحج، صعد أبا قبيس، ووضع إصبعه في أذنيه، وقال: يا أيها الناس! أجيبوا ربكم.
فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال، وأول من أجابه أهل اليمن.
(يأتوك رجالا) أي: مشاة على أرجلهم (وعلى كل ضامر) أي: ركبانا.
قال ابن عباس: يريد الإبل، ولا يدخل بعير ولا غيره الحرم، إلا وقد هزل. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال لبنيه: يا بني! حجوا من مكة مشاة حتى ترجعوا إليها مشاة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعون حسنة، وللحاج الماشي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة من حسنات الحرم. قيل: وما حسنات الحرم؟ قال: الحسنة بمائة ألف حسنة).
(يأتين من كل فج عميق) أي: طريق بعيد. وروي مرفوعا عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن الله تعالى يباهي بأهل عرفات الملائكة، يقول: يا ملائكتي! انظروا إلى عبادي شعثا غبرا، أقبلوا يضربون إلي من كل فج عميق، فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم، وشفعت رغبتهم، ووهبت مسيئهم لمحسنهم، وأعطيت محسنهم جميع ما سألني غير التبعات التي بينهم. فإذا أفاض القوم إلى جمع، ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله، يقول: يا ملائكتي! عبادي وقفوا وعادوا في الرغبة والطلب، فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم، وشفعت رغبتهم، ووهبت مسيئهم لمحسنهم، وأعطيت محسنهم جميع ما سألني، وكفلت عنهم بالتبعات التي بينهم.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست