responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 130
الحق)، و (ذلك بما قدمت يداك): يجوز أن يكون (ذلك) مبتدءا، والجار والمجرور في موضع الخبر. ويجوز أن يكون التقدير الأمر ذلك، فيكون (ذلك):
خبر مبتدأ محذوف.
المعنى: لما قدم سبحانه ذكر الأدلة، عقبه بما يتصل به فقال: (ذلك بأن الله هو الحق) معناه: ذلك الذي سبق ذكره من تصريف الخلق على هذه الأحوال وإخراح النبات بسبب أن الله هو الحق أي: ليعلموا أنه الذي يحق له العبادة دون غيره. وقيل: هو الذي يستحق صفات التعظيم (وأنه يحيي الموتى) لأن من قدر على إنشاء الخلق، فإنه يقدر على إعادته. (وأنه على كل شئ قدير) أما المعدومات فيقدر على إيجادها. وأما الموجودات فيقدر على إفنائها وإعادتها. ويقدر على جميع الأجناس، ومن كل جنس، على ما لا نهاية له. (وأن الساعة آتية لا ريب فيها) أي: وليعلموا أن القيامة آتية لا شك فيها (وأن الله يبعث من في القبور) أي: يحييهم للجزاء، لأن ما ذكرناه يدل على البعث على الوجه الذي بيناه.
(ومن الناس من يجادل في الله بغير علم) سبق تفسيره (ولا هدى) أي: لا يرجع فيما يقوله إلى علم ولا دلالة (ولا كتاب منير) أي: مضئ له نور يؤدي من تمسك به إلى الحق. والمعنى: أنه لا يتبع أدلة العقل، ولا أدلة السمع، وإنما يتبع الهوى والتقليد. وفي هذا دلالة على أن الجدال بالعلم صواب، وبغير العلم خطأ.
لأن الجدال بالعلم يدعو إلى اعتقاد الحق، وبغير العلم يدعو إلى اعتقاد الباطل.
(ثاني عطفه) أي متكبرا في نفسه، عن ابن عباس، يقول العرب: ثنى فلان عطفه إذا تكبر وتجبر. وعطفا الرجل: جانباه من عن يمين أو شمال، وهو الموضع الذي يعطفه الانسان أي يلويه ويميله عند الإعراض عن الشئ. وقيل: معناه لاوي عنقه إعراضا وتكبرا عن الله ورسوله، عن قتادة ومجاهد. (ليضل عن سبيل الله) أي ليضل الناس عن الدين. ومن فتح الياء أراد: ليضل هو عن طريق الحق المؤدي إلى توحيد الله. (له في الدنيا خزي) أي هوان وذل وفضيحة، بما يجري له على ألسنة المؤمنين من الذم، وبالقتل وغير ذلك. (ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق) أي:
النار التي تحرقهم (ذلك) أي: يقال له ذلك العذاب (بما قدمت يداك) أي: بما كسبت يداك (وأن الله ليس بظلام للعبيد) في تعذيبه، لأن الله لا يظلم ولا يعاقب ابتداء، ولا يزيد على الجزاء. وفي هذا دلالة واضحة على بطلان مذهب المجبرة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست