responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 46
اتقوا) * أي: تلك الجنة عاقبة المتقين، فالطريق إليها التقوى * (وعقبى الكافرين النار) * أي: وعاقبة أمر الكفار النار.
ولما تقدم ذكر الوعد والوعيد أخبر سبحانه عن المتقين والكافرين، فقال:
* (والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك) * يريد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين آمنوا به، وصدقوه، أعطوا القرآن، وفرحوا بإنزاله * (ومن الأحزاب من ينكر بعضه) * يعني اليهود، والنصارى، والمجوس، أنكروا بعض معانيه، وما يخالف أحكامهم، عن الحسن، وقتادة، ومجاهد. وقيل: الذين آتيناهم الكتاب هم الذين آمنوا من أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام وأصحابه فرحوا بالقرآن، لأنهم يصدقون به.
و الأحزاب: بقية أهل الكتاب، وسائر المشركين، عن ابن عباس قال: لأن عبد الله بن سلام وأصحابه، أساءهم قلة ذكر الرحمن في القرآن، مع كثرة ذكره في التوراة، فأنزل الله * (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) * ففرحوا بذلك، و كفر المشركون بالرحمن، وقالوا: ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة. ويريد بالأحزاب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بالمعاداة، ومن ينكر بعضه يعني ذكر الرحمن، وهو قوله * (وهم يكفرون بالرحمن) * * (قل) * يا محمد * (إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به) * أي: أمرت أن أوجه عبادتي إلى الله، ولا أشرك به في عبادته أحدا * (إليه أدعو) * يعني إلى الله، أو إلى الإقرار بتوحيده وصفاته، وتوجيه العبادة إليه وحده أدعو * (وإليه مآب) * أي: إليه مرجعي ومصيري أي: أرجع وأصير إلى حيث لا يملك الضر والنفع إلا هو وحده، فإنه لا يملك يوم القيامة الأمر أحدا من عباده، كما ملكهم في الدنيا.
* (وكذلك أنزلناه حكما عربيا) * أي: كما أنزلنا الكتب إلى من تقدم من الأنبياء بلسانهم، أنزلنا إليك حكمة عربية أي: جارية على مذاهب العرب في كلامهم، يعني القرآن. فالحكم هاهنا بمعنى الحكمة كما في قوله * (وآتيناه الحكم والنبوة) * وقيل: إنما سماه حكما لما فيه من الأحكام في بيان الحلال والحرام، وسماه عربيا لأنه أتى به نبي عربي. * (ولئن اتبعت أهواءهم) * خطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمراد به الأمة أي لئن وافقت وطلبت أهواء الذين كفروا والأهواء جمع الهوى وهو ميل الطباع إلى شئ بالشهوة * (بعد ما جاءك من العلم) * بالله تعالى لأن ما آتيناك من الدلالات والمعجزات موجب للعلم الذي يزول معه الشبهات. * (ما لك من الله من ولي) * أي:
ناصر يعينك عليه، ويمنعك من عذابه. * (ولا واق) * يقيك منه * (من ولي) * في موضع

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست