responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 430
اللغة: العلي: العظيم العلو. والعلي: العظيم فيما يقدر به على الأمور، ومنه يوصف الله تعالى بأنه علي. والفرق بين العلي والرفيع: إن العلي قد يكون بمعنى الاقتدار، وبمعنى علو المكان. والرفيع: من رفع المكان لا غير. ولذلك لا يوصف الله تعالى بأنه رفيع. وأما رفيع الدرجات: فإنه وصف للدرجات بالرفعة، وبكي:
وزنه فعول، وهو جمع باك. ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى البكاء. والخلف بفتح اللام: يستعمل في الصالح، وبسكون اللام في الطالح. وقد يستعمل كل واحد في الآخر، قال لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب [1] الاعراب: * (سجدا وبكيا) * نصب على الحال، وتقديره خروا ساجدين وباكين:
قال الزجاج: وهي حال مقدرة المعنى، خروا مقدرين السجود، لأن الانسان في حال خروره، لا يكون ساجدا. * (إلا من تاب) *: في موضع نصب أي: فسوف يلقون العذاب إلا التائبين، فيكون الاستثناء متصلا. ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا من غير الأول، ويكون المعنى: لكن من تاب وآمن فأولئك يدخلون الجنة.
المعنى: ثم ذكر سبحانه حديث إدريس، فقال: * (واذكر) * يا محمد * (في الكتاب) * الذي هو القرآن * (إدريس) * وهو جد أب نوح عليه السلام، واسمه في التوراة أخنوخ. وقيل: إنه سمي إدريس لكثرة درسه الكتب، وهو أول من خط بالقلم، وكان خياطا، وأول من خاط الثياب. وقيل: إن الله تعالى علمه النجوم والحساب، وعلم الهيأة، وكان ذلك معجزة له * (إنه كان صديقا نبيا) * مر معناه * (ورفعناه مكانا عليا) * أي: عاليا رفيعا. وقيل: إنه رفع إلى السماء الرابعة، عن أنس، وأبي سعيد الخدري، وكعب، ومجاهد. وقيل: إلى السماء السادسة، عن ابن عباس، والضحاك قال مجاهد: رفع إدريس عليه السلام كما رفع عيسى عليه السلام، وهو حي لم يمت.
وقال آخرون: إنه قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة، وروي ذلك عن أبي جعفر. وقيل: إن معناه ورفعنا محله ومرتبته بالرسالة كقوله تعالى * (ورفعنا لك ذكرك) *، ولم يرد به رفعة المكان، عن الحسن، والجبائي، وأبي مسلم.


[1] هذا بيت من قصيدة مشهورة قالها في رثاء أخيه من أمه أربد بن قيس، وقد خرج مع عامر بن
الطفيل ليعذرا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فدعا عليهما في قصة مشهورة، فماتا من رجوعهما. وقد
مر البيت بمعناه في الجزء الثاني من هذا التفسير فراجع..


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست