responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 36
وهي الإبعاد من رحمة الله، والتبعيد من جنته * (ولهم سوء الدار) * أي: عذاب النار، والخلود فيها * (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) * أي يوسع الرزق على من يشاء من عباده، بحسب ما يعلم من المصلحة، ويضيقه على آخرين إذا كانت المصلحة في التضييق * (وفرحوا بالحياة الدنيا) * أي: فرحوا بما أوتوا من حطام الدنيا فرح البطر، ونسوا فناءه وبقاء أمر الآخرة وتقديره، وفرح الذين بسط لهم في الرزق في الحياة الدنيا * (وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع) * أي ليست هذه الحياة الدنيا بالإضافة إلى الحياة الآخرة إلا قليل ذاهب، لأن هذه فانية، وتلك دائمة باقية، عن مجاهد. وقيل: انه مذكور على وجه التعجب أي. عجبا لهم أن فرحوا بالدنيا الفانية، وتركوا النعيم الدائم، والدنيا في جنب الآخرة متاع لا خطر له، ولا بقاء له، مثل القدح والقصعة والقدر يتمتع به زمانا ثم ينكسر، عن ابن عباس * (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه) * أي: هلا أنزل على محمد معجزة من ربه يقترحها، ويجوز أنهم لم يتفكروا في الآيات المنزلة، فاعتقدوا أنه لم ينزل عليه آية، ولم يعتدوا بتلك الآيات، فقالوا هذا القول جهلا منهم بها * (قل) * يا محمد * (إن الله يضل من يشاء) * عن طريق الجنة بسوء أفعاله، وعظم معاصيه. وقد مضى القول في وجوه الإضلال والهدى، فلا معنى لإعادته * (ويهدي إليه من أناب) * أي: رجع إليه بالطاعة * (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله) معناه الذين اعترفوا بتوحيد الله على جميع صفاته، ونبوة نبيه، وقبول ما جاء به من عند الله، وتسكن قلوبهم بذكر الله، وتأنس إليه. والذكر: حصول المعنى للنفس، وقد يسمى العلم ذكرا. والقول الذي فيه المعنى الحاضر للنفس أيضا يسمى ذكرا، وقد وصف الله المؤمن ههنا بأنه يطمئن قلبه إلى ذكر الله، ووصفه في موضع آخر بأنه إذا ذكر الله وجل قلبه، لأن المراد بالأول أنه يذكر ثوابه وأنعامه وآلاءه التي لا تحصى، وأياديه التي لا تجازى، فيسكن إليه، وبالثاني أنه ليذكر عقابه وانتقامه فيخافه، ويوجل قلبه.
* (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) * وهذا حث للعباد على تسكين القلب إلى ما وعد الله به من النعيم والثواب والطمأنينة إليه، فإن وعده سبحانه صادق، ولا شئ تطمئن النفس إليه أبلغ من الوعد الصادق، وهو اعتراض وقع بين الكلامين، إذا كان قوله * (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله) * في موضع رفع بالابتداء، ويكون قوله * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * بدلا منه و قوله * (طوبى لهم وحسن مآب) * جملة في

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست