نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 287
على طبيعته، وخليقته التي تخلق بها، عن ابن عباس. وقيل: على طريقته وسنته التي اعتادها، عن الفراء، والزجاج. وقيل: على ما هو أشكل بالصواب، وأولى بالحق عنده، عن الجبائي، قال، ولهذا قال * (فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) * أي: إنه يعلم أي الفريقين على الهدى، وأيهما على الضلالة. وقيل معناه: إنه أعلم بمن هو أصوب دينا، وأحسن طريقا. وقال بعض أرباب اللسان: هذه الآية أرجى آية في كتاب الله، لأن الأليق بكرمه سبحانه، وجوده، العفو عن عباده، فهو يعمل به. * (ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا [85] ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا [86] إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا [87] قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا [88] ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا [89] *. اللغة: الظهير: المعين، وهو المظاهر. وأصله من الظهر. كأن كل واحد يسند ظهره إلى ظهر صاحبه، فيتقوى به. والتصريف: تصيير الشئ دائرا في الجهات، وكذلك تصريف الكلام: هو تصييره دائرا في المعاني المختلفة. الاعراب: * (إلا رحمة من ربك) *: الرحمة استثناء من الأول، والمعنى: ولكن الله تعالى رحمك فأثبت ذلك في قلبك. * (لا يأتون) *: مرفوع لأنه غلب جواب القسم على جواب أن، واللام في * (لئن) * موطئة للقسم، دالة عليه، والتقدير فوالله لا يأتون بمثله، ومثله قول كثير: لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها، * وأمكنني منها، إذا لا أقيلها [1] المعنى: ثم قال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: * (ويسئلونك) * يا محمد * (عن الروح) *