نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 246
عبادك يخطئون، وأنت رب * كريم، لا يليق بك الذموم فمجرى الكلام أنهم خاطئون وفي التنزيل * (لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) *. والمؤاخذة عن المخطئ موضوع، فهذا يدل على أن * (أخطأنا) * في معنى خطئنا. وكما جاء أخطأ في معنى خطئ كذلك جاء خطئ في معنى الخطأ في قوله: (يا لهف هند إذ خطئن كاهلا) [1] وفي قول لآخر: والناس يلحون الأمير إذا هم * خطئوا الصواب، ولا يلام المرشد فكذلك قراءة ابن عامر: خطأ في معنى أخطأ، كما جاء خطئ بمعنى أخطأ. ويجوز أن يكون الخطأ بمعنى الخطء. أيضا، كالمثل والمثل، والشبه والشبه، والبدل والبدل. وأما قراءة ابن كثير * (خطاء) * فإنه يجوز أيضا أن يكون مصدر خاطأ، وإن لم يسمع خاطأ، ولكن جاء ما يدل عليه وهو قوله: (تخاطأت النبل أحشاءه قال: وأنشدنا محمد ابن السري في وصف كمأة: وأشعث قد ناولته أحرش القرى * أدرت عليه المدجنات الهواضب تخاطأه القناص حتى وجدته، * وخرطومه في منقع الماء راسب [2] تخاطأ يدل على خاطأ، لأن تفاعل مطاوع فعل، كما أن تفعل مطاوع فعل. ووجه من قرأ * (خطأ) * بين، فإنه يقال خطئ يخطأ خطأ إذا تعمد الشئ، والفاعل منه خاطئ. وقد جاء الوعيد فيه في قوله تعالى * (لا يأكله الا الخاطئون) * وأما خطاء: فهو اسم بمعنى المصدر، ومن أخطأت كالعطاء من أعطيت. وقال ابن جني: يقال خطئ يخطأ خطأة وخطأ في الدين، وأخطاء الغرض ونحوه، وقد يتداخلان. وأما خطأ وخط فتخفيف خطاء وخطاء. قال أبو علي: وأما قوله * (فلا يسرف) * بالياء فإن فاعل يسرف يجوز أن يكون على وجهين أحدهما. أن يكون القاتل الأول فيكون تقديره فلا يسرف القاتل في
[1] هذا صدر بيت لامرئ القيس قاله عندما أغار على بني أسد. وبعده: (نحن جلبنا القرح القوافلا). [2] كل شئ خشن فهو أحرش وحرش، وفي بعض النسخ: (احوش) بالواو. وفي (التبيان) والمنقول من تفسيري القرطبي، وروح المعاني: (أحرس) بالسين. والراء والقرى: الطعام للضيف. وسحابة مدجنة: ذات المطر الكثير. والهضبة: المطرة الدائمة العظيمة القطر والقناص: الصيادون.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 246