نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 154
الرسل إلا البلاغ المبين [35] ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين [36] إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدى من يضل وما لهم من ناصرين [37]) *. القراءة: قرأ أهل الكوفة: * (لا يهدي) * بفتح الياء. والباقون بضم الياء وفتح الدال. ولم يختلفوا في * (يضل) * أنها مضمومة الياء، مكسورة الضاد. الحجة: قال أبو علي: الراجع على اسم أن، هو الذكر الذي في قوله * (يضل) * في قراءة من قرأ * (يهدي) *. ومن قرأ * (يهدي) *. فمن جعل يهدي من هديته، جاز أن يعود الذكر الفاعل الذي فيه إلى اسم ان. ومن جعل * (يهدي) * في معنى يهتدي، وجعل من يضل مرتفعا به، فالراجع إلى اسم أن الذكر الذي في * (يضل) * كما كان كذلك في قول من قال يهدي. والراجع إلى الموصول الذي هو من الهاء المحذوفة من الصلة، وتقديره يضله، والمعنى: ان من حكم باضلاله لكفره وتكذيبه، فلا يهدى، ومثل هذا المعنى قوله * (فمن يهديه من بعد الله) * تقديره من بعد إضلال الله إياه. والمفعول محذوف أي: من بعد حكمه باضلاله. ومن قرأ * (لا يهدي) *: فهو في المعنى كقوله * (من يضل الله فلا هادي له) *. وهذا كقوله: * (والله لا يهدي القوم الظالمين) *، وقوله: * (وما يضل به إلا الفاسقين) * فموضع من نصب بيهدي. وقد قيل: إن يهدي في معنى يهتدي بدلالة قوله * (لا يهدي إلا أن يهدى) * فموضع من على هذا رفع، كما أنه لو قال يهتدي كان كذلك. وقوله: * (لا يضل) * من قولك ضل الرجل وأضله الله أي: حكم باضلاله، كقولك كفر زيد وكفره الناس، أي: نسبوه إلى الكفر، فقالوا إنه كافر، كما إن أسقيته قلت له: سقاك الله قال ذو الرمة: وأسقيه حتى كاد مما أبثه تكلمني أحجاره، وملاعبه [1]
[1] هذا من كلمة لذي الرمة بائية ومطلعها: (وقفت على ربع لمية ناقتي فما زلت أبكي عنده وأخاطبه) والربع: الدار. وأبثه أي: أظهر له بثي أي: حزني. وملاعب: جمع ملعب، مكان اللعب.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 154