responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 110
* (وألقينا فيها رواسي) * أي: طرحنا فيها جبالا ثابتة * (وأنبتنا فيها) * أي: في الأرض * (من كل شئ موزون) * أي: مقدر معلوم، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقيل: من كل شئ يوزن في العادة كالذهب والفضة، والصفر والنحاس، ونحوها، عن الحسن. وقيل: يعني بذلك كل ما تخرجه الأرض، عن أبي مسلم قال: وإنما خص الموزون بالذكر دون المكيل لوجهين.
أحدهما: ان غاية المكيل تنتهي إلى الوزن، لأن جميع المكيلات إذا صار طعاما دخل في الوزن، فالوزن أهم والآخر: ان في الوزن معنى الكيل، لأن الوزن هو طلب المساواة، وهذا المعنى ثابت في الكيل، فخص الوزن بالذكر، لاشتماله على معنى الكيل. ورد عليه السيد الأجل المرتضى، قدس الله روحه، فقال: ظاهر لفظ الآية يشهد بغير ما قاله، فإن المراد بالموزون المقدار الواقع بحسب الحاجة، فلا يكون ناقصا عنها، ولا زائدا عليها. زيادة مضرة داخلة في باب العبث، ونظير ذلك قولهم: كلام فلان موزون، وأفعاله موزونة، والمراد ما ذكرناه. وعلى هذ المعنى تأويل المفسرون ذكر الموازين في القرآن على أحد التأويلين، وانها التعديل والمساواة بين الثواب والعقاب [1].
* (وجعلنا لكم فيها معايش) * أي: خلقنا لكم في الأرض معايش من زرع أو نبات، عن ابن عباس، والحسن. وقيل: معايش أي: مطاعم ومشارب، تعيشون بهما. وقيل: هي التصرف في أسباب الرزق مدة الحياة * (ومن لستم له برازقين) * يعني العبيد والدواب، يرزقهم الله ولا ترزقونهم، ومعناه يدور على ما تقدم ذكره في الإعراب، وأتى بلفظه من دون لفظة ما لأنه غلب العقلاء على غيرهم * (وإن من شئ) * أي: وليس من شئ ينزل من السماء، وينبت من الأرض. * (إلا عندنا خزائنه) * معناه إلا ونحن مالكوه، والقادرون عليه. وخزائن الله سبحانه: مقدوراته، لأنه تعالى يقدر أن يوجد ما شاء من جميع الأجناس، ويقدر من كل جنس على ما لا نهاية له. وقيل: المراد به الماء الذي منه النبات، وهو مخزون عنده إلى أن ينزله،


[1] وقال بعض علماء أهل العصر: إن من الأسرار التي كشف عنها الوحي الإلهي، ما في هذه
الآية، حيث إنها دلت على أن كل ما ينبت في الأرض له وزن خاص، وقد ثبت أخيرا أن كل
نوع من أنواع النبات مركب من أجزاء خاصة على وزن مخصوص، بحيث لو زيد في بعض
أجزائه، أو نقص، لكان ذلك مركبا آخر، وان نسبة بعض الأجزاء إلى بعض من الدقة، بحيث
لا يمكن ضبطها تحقيقا بأدق الموازين المعروفة للبشر.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست