responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 91
جملة معجزاته، لأنه لا يمكن معرفة مثل ذلك، إلا بوحي من الله تعالى. فسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في العقبة، وعمار وحذيفة معه، أحدهما يقود ناقته، والآخر يسوقها، وأمر الناس كلهم بسلوك بطن الوادي.
وكان الذي هموا بقتله اثني عشر رجلا، أو خمسة عشر رجلا، على الخلاف فيه عرفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسماهم بأسمائهم، واحدا واحدا، عن الزجاج، والواقدي، والكلبي. والقصة مشروحة في كتاب الواقدي. وقال الباقر عليه السلام: كانت ثمانية منهم من قريش، وأربعة من العرب.
المعنى: ثم أظهر سبحانه أسرار المنافقين، فقال: (يحلفون بالله ما قالوا) يعني: أنهم حلفوا كاذبين ما قالوا ما حكي عنهم. ثم حقق عليهم ذلك وأقسم سبحانه بأنهم قالوا ذلك، لأن اللام في (ولقد قالوا) لام القسم و (كلمة الكفر) كل كلمة فيها جحد لنعم الله تعالى، وكانوا يطعنون في الاسلام (وكفروا بعد إسلامهم) أي: بعد إظهار إسلامهم، يعني ظهر كفرهم بعد أن كان باطنا.
(وهموا بما لم ينالوا) قيل: فيه ثلاثة أقوال أحدها: إنهم هموا بقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة العقبة، والتنفير بناقته، عن الكلبي، ومجاهد، وغيرهما وثانيها:
إنهم هموا باخراج الرسول من المدينة، فلم يبلغوا ذلك، عن قتادة، والسدي وثالثها: إنهم هموا بالفساد والتضريب بين أصحابه، ولم ينالوا ذلك، عن الجبائي (وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) معناه: إنهم عملوا بضد الواجب، فجعلوا موضع شكر النعمة أن نقموها، وبيانه أنهم نقموا فيما ليس بموضع للنقمة، فإنه لم يكن للمسلمين ذنب ينقمونه منهم، بل الله تعالى أباح لهم الغنائم، وأغناهم بذلك، فقابلوا النعمة بالكفران، وكان من حقهم أن يقابلوها بالشكر. وقد مر هذا المعنى عند قوله (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا) الآية في سورة المائدة، وإنما لم يقل من فضلهما، لأنه لا يجمع بين اسم الله واسم غيره في الكناية، تعظيما لله، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن سمعه يقول: (من أطاع الله ورسوله فقد اهتدى، ومن عصاهما فقد غوى): بئس خطيب القوم أنت! فقال كيف أقول يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
قال قل: (ومن يعص الله ورسوله) وهكذا القول في قوله سبحانه (والله ورسوله أحق أن يرضوه) وقيل إنما لم يقل: من فضلهما، لأن فضل الله سبحانه منه، وفضل رسول الله من فضل الله (فإن يتوبوا يك خيرا لهم) أي: فإن يتب هؤلاء المنافقون،

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست