responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 401
أعصر عنب خمر أي: العنب الذي يكون عصيره خمرا، فحذف المضاف.
قال الزجاج، وابن الأنباري: العرب تسمي الشئ باسم ما يؤول إليه إذا وضح المعنى ولم يلتبس، يقولون: فلان يطبخ الآجر، ويطبخ الدبس. وإنما يطبخ اللبن والعصير. وقال قوم: إن بعض العرب يسمون العنب خمرا. حكى الأصمعي عن المعتمر بن سليمان، أنه لقي أعرابيا معه عنب، فقال له ما معك؟ قال: خمر. وهو قول الضحاك. فيكون معناه. إني أعصر عنبا. وروي في قراءة عبد الله، وأبي جميعا: اني رأيتني أعصر عنبا.
(وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه) معناه: وقال صاحب الطعام: اني رأيت كأن فوق رأسي ثلاث سلال فيها الخبز وألوان الأطعمة، وسباع الطير تنهش منه (نبئنا بتأويله) أي: أخبرنا بتعبيره وما يؤول إليه أمره (إنا نراك من المحسنين) أي: تؤثر الإحسان والأفعال الجميلة. قال الضحاك: كان إذا ضاق على رجل مكانه وسع له، وإن احتاج جمع له، وإن مرض قام عليه، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام. وقال الزجاج: جاء في التفسير أنه كان يعين المظلوم، وينصر الضعيف، ويعود العليل. قال: وقيل (من المحسنين) أي: ممن يحسن تأويل الرؤيا. قال: وهذا دليل على أن أمر الرؤيا صحيح، وانها لم تزل في الأمم السالفة. وفي الحديث: إن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. وتأويله أن الأنبياء يخبرون بما سيكون. والرؤيا تدل على ما سيكون، فيكون المعنى في الآية:
انا نعلمك، أو نظنك ممن يعرف تعبير الرؤيا، ومن ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام:
قيمة كل امرئ ما يحسنه.
وقال أبو مسلم: نراك من المحسنين الينا ان فسرت لنا الرؤيا، وهو قول ابن أبي إسحاق. ثم ذكر لهما يوسف عليه السلام ما يدل على أنه عالم بتفسير الرؤيا (قال لا يأتيكما طعام ترزقانه) في منامكما (إلا نبأتكما بتأويله) في اليقظة (قبل أن يأتيكما) التأويل، وذلك أنه كره أن يخبرهما بالتأويل لما على أحدهما فيه من البلاء، فأعرض عن سؤالهما، وأخذ في غيره، عن السدي، وابن إسحاق. وقيل: انه إنما قدم هذا ليعلما ما خصه الله تعالى به من النبوة، وليقبلا عنه، فقال: لا يأتيكما طعام من منزلكما إلا أخبرتكما بصفة ذلك الطعام وكيفيته، قبل أن يأتيكما كما قال عيسى بن مريم عليه السلام: (وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم) عن الحسن، والجبائي.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست