responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 397
مجاهد. والمعنى: جرحن أيديهن وهذا مستعمل في الكلام، تقول للرجل: قد قطعت يدي، تريد قد خدشتها. وقيل: إنهن أبن أيديهن حتى ألقينها، عن قتادة (وقلن حاش لله) وحاشى لله أي: صار يوسف في حشا أي: ناحية مما قذف به أي: لم يلابسه، والمعنى بعد يوسف عن هذا الذي رمى به الله أي: لخوفه ومراقبته أمر الله هذا قول أكثر المفسرين، قالوا: هذا تنزيه ليوسف عما رمته به امرأة العزيز.
وقال آخرون: هذا تنزيه له من شبه البشر، لفرط جماله. ويدل على هذا سياق الآية (ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم) أي: رفع الله منزلته عن منزلة البشر، فنعوذ بالله أن نقول إنه بشر، ومعناه: إنه منزه أن يكون بشرا وليس صورته صورة البشر، ولا خلقته خلقة البشر، ولكنه ملك كريم لحسنه ولطافته. وروي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصف يوسف، حين رآه في السماء الثانية: رأيت رجلا صورته صورة القمر ليلة البدر، قلت: يا جبريل! من هذا؟
قال: هذا أخوك يوسف. وقيل معناه ليس هذا إلا ملك كريم في عفته. قال الجبائي: وهذا يدل على أن الملك أفضل من بني آدم، لأنهن ذكرن من هو في نهاية الفضل، ولم ينكر الله تعالى ذلك عليهن. وهذا من ركيك الاستدلال، لأنه سبحانه إنما حكى عن النساء إعظامهن ليوسف حين رأين جماله وبعده عن السوء، فشبهنه بالملك، ولم يقصدن كثرة الثواب الذي هو حقيقة الفضل، وإنما لم ينكره سبحانه عليهن، لأنه علم أنهن لم يقصدن في كلامهن ما حمله عليه الجبائي. على أن الظاهر يقتضي أنهن نفين أن يكون يوسف من البشر، وقطعن على أنه ملك، وهذا كذب، ولم ينكره الله سبحانه عليهن لما علم من أنهن يقصدن بذلك تشبيه حاله بحال الملائكة.
(قالت) امرأة العزيز للنسوة التي عذلنها علي محبتها ليوسف (فذلكن الذي لمتنني فيه) أي: هذا هو ذلك الذي لمتنني في أمره، وفي حبه، وشغفي به، جعلت إعظامهن إياه عذرا لها. والمعنى: هذا الذي أصابكن في رؤيته مرة واحدة ما أصابكن من ذهاب العقل، فكيف عذلتنني في حبي إياه، وأنا أنظر إليه آناء ليلي ونهاري؟ ثم اعترفت ببراءة يوسف، وأقرت على نفسها فقالت: (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) أي: امتنع عنه. وقيل: معناه امتنع بالله، وسأله العصمة من فعل القبيح. وفي هذا دلالة على أن يوسف لم يقع منه قبح. ثم توعدته بايقاع المكروه به

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست