responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 33
يقاتلوا إلا يوم بدر خاصة، عن الجبائي. (وعذب الذين كفروا) بالقتل، والأسر، وسلب الأموال، والأولاد، (وذلك جزاء الكافرين) أي: وذلك العذاب جزاء الكافرين على كفرهم، (ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء): ذكر سبحانه ثم في ثلاثة مواضع متقاربة الأول. (ثم وليتم مدبرين) عطف على ما قبله من الفعل، وهو قوله (ضاقت عليكم) والثاني: (ثم أنزل الله سكينته) عطف على (وليتم مدبرين).
والثالث: (ثم يتوب الله) عطف على (أنزل)، وإنما حسن عطف المستقبل على الماضي، لأن يشاكله، فإن الأول تذكير بنعمة الله، والثاني وعد بنعمة الله.
والمعنى ثم يقبل الله توبة من تاب عن الشرك، ورجع إلى طاعة الله والإسلام، وندم على ما فعل من القبيح. ويجوز أن يريد: ثم يقبل الله توبة من انهزم من بعد هزيمته. ويجوز أن يريد: يقبل توبتهم عن اعجابهم بالكثرة، وإنما علقه بالمشيئة لأن قبول التوبة تفضل من الله، ولو كان واجبا على ما قاله أهل الوعيد لما جاز تعليقه بالمشيئة، كما لا يجوز تعليق الثواب على الطاعة بالمشيئة، ومن خالف في ذلك قال: إنما علقها بالمشيئة لأن منهم من له لطف يصلح به، ويتوب ويؤمن عنده، ومنهم من لا لطف له منه (والله غفور) أي: ستار للذنوب (رحيم) بعباده.
القصة: ذكر أهل التفسير، وأصحاب السير، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما فتح مكة خرج منها متوجها إلى (حنين) لقتال هوازن وثقيف، في آخر شهر رمضان، أو في شوال، من سنة ثمان من الهجرة. وفد اجتمع رؤساء هوازن إلى مالك بن عوف النصري، وساقوا معهم أموالهم، ونساءهم، وذراريهم، ونزلوا بأوطاس [1]. وقال:
وكان دريد بن الصمة في القوم، وكان رئيس جشم، وكان شيخا كبيرا قد ذهب بصره من الكبر، فقال: بأي واد أنتم؟ قالوا: بأوطاس [1]. قال: نعم مجال الخيل لا حزن ضرس، ولا سهل دهس [2]، مالي أسمع رغاء البعير، ونهيق الحمير، وخوار البقر، وثغاء الشاة، وبكاء الصبيان؟ فقالوا: إن مالك بن عوف ساق مع الناس أبناءهم، وأموالهم، ونساءهم، ليقاتل كل منهم عن أهله وماله. فقال دريد: راعي ضأن ورب الكعبة.


[1] أوطاس: واد بديار هوازن، جنوبي مكة بنحو ثلاث مراحل، وهي من النوادر التي جاء بلفظ
الجمع الواحد.
[2] الحزن - بالفتح: المكان الغليظ الخشن. والضرس: الأكمة الخشنة الغليظة الخشن كأنها
مضرسة. والدهس: ما سهل ولان من الأرض، ولم يبلغ أن يكون رملا.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست