responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 28
بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله! فقام العباس مغضبا يجر ذيله حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: أما ترى إلى ما يستقبلني به علي؟ فقال: ادعوا لي عليا، فدعي له، فقال: ما حملك على ما استقبلت به عمك؟ فقال يا رسول الله! صدمته بالحق، فمن شاء فليغضب، ومن شاء فليرض! فنزل جبرائيل عليه السلام، فقال: يا محمد! إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول أتل عليهم: (أجعلتم سقاية الحاج) الآيات. فقال العباس: إنا قد رضينا ثلاث مرات.
وفي تفسير أبي حمزة أن العباس لما أسر يوم بدر، أقبل عليه أناس من المهاجرين والأنصار، فعيروه بالكفر، وقطيعة الرحم، فقال: ما لكم تذكرون مساوءنا، وتكتمون محاسننا؟ قالوا: وهل لكم من محاسن؟ قال: نعم والله لنعمر المسجد الحرام، ونحجب الكعبة، ونسقي الحاج، ونفك العاني [1]. فأنزل الله تعالى: (ما كان للمشركين أن يعمروا) إلى آخر الآيات.
المعنى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله) هذا استفهام معناه الانكار أي: لا تجعلوا، وفيه حذف يدل الكلام عليه، وتقديره أجعلتم أهل سقاية الحاج، وأهل عمارة المسجد الحرام، كمن آمن بالله، حتى يكون مقابلة الشخص، أو يكون تقديره: أجعلتم السقاية والعمارة كإيمان من آمن بالله. حتى تكون مقابلة الفعل بالفعل. وسقاية الحاج: سقيهم الشراب. قال الحسن: وكان نبيذ زبيب يسقون الحاج في الموسم، بين الله سبحانه أنه لا يقابل هذه الأشياء بالإيمان بالله (واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله) وبالجهاد في سبيله، فإنه لا مساواة بين الأمرين (لا يستوون عند الله) في الفضل والثواب. (والله لا يهدي) إلى طريق ثوابه (القوم الظالمين) كما يهدي إليه من كان عارفا به، فاعلا لطاعته، مجتنبا لمعصيته.
ثم ابتدأ سبحانه فقال (الذين آمنوا) أي: صدقوا، واعترفوا بوحدانية الله، (وهاجروا) أوطانهم التي هي دار الكفر إلى دار الاسلام، (وجاهدوا في سبيل الله) أي: تحملوا المشاق في ملاقاة أعداء الدين، (بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله) من غيرهم من المؤمنين الذين لم يفعلوا هذه الأشياء، (وأولئك هم الفائزون)


[1] العاني: الأسير، وكل من ذل، واستكان، وخضع.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست