responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 220
بني إسرائيل، ومنعهم من الصلاة، فأمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم، يصلون فيها خوفا من فرعون، وذلك قوله (واجعلوا بيوتكم قبلة) أي: صلوا في بيوتكم لتأمنوا من الخوف، عن ابن عباس، ومجاهد، والسدي، وغيرهم. وقيل: معناه اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا، عن سعيد بن جبير.
(وأقيموا الصلاة) أي: أديموها، وواظبوا على فعلها. (وبشر المؤمنين) بالجنة، وما وعد الله تعالى من الثواب، وأنواع النعيم. والخطاب لموسى عليه السلام.
عن أبي مسلم. وقيل: الخطاب لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم. (وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه) أي: أعطيت فرعون وقومه (زينة) يتزينون بها من الحلي والثياب.
وقيل: الزينة الجمال، وصحة البدن، وطول القامة، وحسن الصورة (وأموالا) يتعظمون بها (في الحياة الدنيا) وإنما أعطاهم الله تعالى ذلك للإنعام عليهم مع تعريه من وجود الاستفساد.
(ربنا ليضلوا عن سبيلك): اللام للعاقبة، والمعنى وعاقبة أمرهم أنهم يضلون عن سبيلك، ولا يجوز أن يكون لام الغرض، لأنا قد علمنا بالأدلة الواضحة أن الله سبحانه لا يبعث الرسول ليأمر الخلق بالضلال، ولا يريد أيضا منهم الضلال، وكذلك لا يؤتيهم المال ليضلوا. وقيل: معناه لئلا يضلوا عن سبيلك، فحذفت (لا) كقوله: (شهدنا أن تقولوا يوم القيامة) أي لئلا تقولوا، وحذف ذلك لدلالة العقل عليه. وقيل: إنه لام الدعاء، والمعنى ابتلهم بالبقاء على ما هم عليه من الضلال.
وإنما قال ذلك لعلمه بأنهم لا يؤمنون من طريق الوحي، وفائدته إظهار التبرؤ منهم كما يلعن إبليس. ويدل عليه أنه أعاد قوله (ربنا اطمس على أموالهم) فدل ذلك على أنه أراد به الدعاء عليهم، والمراد بالطمس على الأموال: تغييرها عن جهتها إلى جهة لا ينتفع بها. قال مجاهد، وقتادة، وعامة أهل التفسير: صارت جميع أموالهم حجارة حتى السكر، والفانيذ [1] (واشدد على قلوبهم) معناه: ثبتهم على المقام ببلدهم بعد إهلاك أموالهم، فيكون ذلك أشد عليهم. وقيل: معناه أمتهم بعد سلب أموالهم، وأهلكهم. وقيل: إنه عبارة عن الخذلان والطبع (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) قد ذكرنا وجوهه. وقيل: معناه إنهم لا يؤمنون إيمان إلجاء حتى يروا العذاب، وهم مع ذلك لا يؤمنون إيمان اختيار أصلا.


[1] الفانيذ: ضرب من الحلواء، فارسي معرب.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست