responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 18
واختلف في هؤلاء من هم، فقيل: هم قريش، عن ابن عباس. وقيل: هم أهل مكة الذين عاهدهم رسول الله يوم الحديبية، فلم يستقيموا، ونقضوا العهد بأن أعانوا بني بكر على خزاعة، فضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد الفتح أربعة أشهر، يختارون أمرهم: إما أن يسلموا، وإما أن يلحقوا بأي بلاد شاؤوا، فأسلموا قبل الأربعة الأشهر، عن قتادة، وابن زيد. وقيل: هم من قبائل بكر: بنو خزيمة، وبنو مدلج، وبنو ضمرة، وبنو الدئل، وهم الذين كانوا قد دخلوا عهد قريش يوم الحديبية إلى المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين قريش، فلم يكن نقضها إلا قريش وبنو الدئل من بكر، فأمر بإتمام العهد لمن لم يكن له نقض إلى مدته. وهذا القول أقرب إلى الصواب، لأن هذه الآيات نزلت بعد نقض قريش العهد، وبعد فتح مكة.
(فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم) معناه: فما استقاموا لكم على العهد، أي: ما داموا باقين معكم على الطريقة المستقيمة، فكونوا معهم كذلك. (إن الله يحب المتقين) للنكث والغدر (كيف وإن يظهروا عليكم): هاهنا حذف، وتقديره: كيف يكون لهم عهد، وكيف لا تقتلونهم، وإنما حذفه لأن ما قبله من قوله: (كيف يكون للمشركين عهد) يدل على ذلك، ومثله قول الشاعر يرثي أخا له قد مات:
وخبر تماني أنما الموت بالقرى فكيف وهاتا هضبة وقليب [1] أي: فكيف مات، وليس بقرية؟ ومثله قول الحطيئة:
فكيف ولم أعلمهم حدلوكم * على معظم، ولا أديمكم قدوا [2] أي: وكيف تلومونني على مدح قوم، وتذمونهم؟ فاستغنى عن ذكر ذلك، لأنه جرى في القصيدة ما يدل على ما أضمره. ومعناه: كيف يكون لهؤلاء عهد عند الله، وعند رسوله، وهم بحال أن يظهروا عليكم، ويظفروا بكم، ويغلبوكم (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة) أي: لا يحفظوا، ولا يراعوا فيكم قرابة، ولا عهدا. والإل:
القرابة، عن ابن عباس، والضحاك. والعهد، عن مجاهد، والسدي، والجوار،


[1] قائله كعب بن سعد الغنوي. والهضبة: الجبل. الرابية.
[2] حدل حدلا وحدولا: جار وظلم. وفي التبيان: (خذلوكم) بمعجمتين. (وقد الأديم) قيل ههنا
كناية عن هتك العرض.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست