نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 270
بدوام الثبات. وقيل: معناه تعالى عن صفات المخلوقين والمحدثين. وقيل: تعالى بدوام البركة. أي: البركة في ذكر اسمه (رب العالمين) أي: خالقهم، ومالكهم، وسيدهم. ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين 55 ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين 56. القراءة: قرأ أبو بكر، عن عاصم: (خفية) بكسر الخاء. والباقون بضمها، وهما لغتان. اللغة: التضرع: التذلل، وهو إظهار الذل الذي في النفس، ومثله التخشع، ومنه التطلب لأمر من الأمور. وأصل التضرع: الميل في الجهات ذلا، من قولهم: ضرع الرجل يضرع ضرعا: إذا مال بأصبعه يمينا وشمالا ذلا وخوفا. ومنه ضرع الشاة، لأن اللبن يميل إليه. ومنه المضارعة: للمشابهة، لأنها تميل إلى شبه. والضريع: نبت لا يسمن، لأنه يميل مع كل داء. والخفية: خلاف العلانية. والهمزة في الإخفاء منقلبة عن الياء، كما أن الهمزة في الغناء منقلبة عن الياء، بدلالة الغنية. وقالوا: أخفيت الشئ إذا أظهرته، قال الشاعر: يخفى التراب بأظلاف ثمانية في أربع مسهن الأرض تحليل [1] ويمكن أن يكون أخفيت الشئ أي: أزلت إظهاره، وإذا أزلت إظهاره فقد كتمته، كما أن أشكيته بمعنى أزلت شكايته. والخفية: الإخفاء. والخيفة: الخوف والرهبة. والطمع: توقع المحبوب، وضده اليأس: وهو القطع بانتفاء المحبوب. الاعراب: (تضرعا وخفية): مصدران وضعا موضع الحال أي: ادعوه متضرعين ومخفين. وقوله: (خوفا وطمعا) في موضع الحال أيضا، أي: خائفين
[1] الظلف: ظفر كل ما اجتر وهو للبقرة، والشاة، والظبي، وشبهها بمنزلة القدم للإنسان. وقوله أربع أريد به اليدان والرجلان. والتحليل بمعنى التقليل، وأصله من تحليل اليمين بأقل المسمى.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 270