responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 275
(وأتممت عليكم نعمتي) خاطب سبحانه المؤمنين بأنه أتم النعمة عليهم بإظهارهم على المشركين، ونفيهم عن بلادهم، عن ابن عباس، وقتادة. وقيل:
معناه أتممت عليكم نعمتي، بأن أعطيتكم من العلم والحكمة، ما لم يعط قبلكم نبي ولا أمة. وقيل: إن تمام النعمة دخول الجنة.
(ورضيت لكم الاسلام دينا) أي: رضيت لكم الاسلام لأمري، والانقياد لطاعتي، على ما شرعت لكم من حدوده وفرائضه، ومعالمه، دينا أي: طاعة منكم لي، والفائدة في هذا أن الله سبحانه، لم يزل يصرف نبيه محمدا وأصحابه في درجات الاسلام ومراتبه، درجة بعد درجة، ومنزلة بعد منزلة، حتى أكمل لهم شرائعه، وبلغ بهم أقصى درجاته ومراتبه، ثم قال: رضيت لكم الحال التي أنتم عليها اليوم، فالزموها ولا تفارقوها، ثم عاد الكلام إلى القضية المتقدمة في التحريم والتحليل وإنما ذكر قوله (اليوم يئس الذين كفروا) إلى قوله (ورضيت لكم الاسلام دينا) اعتراضا.
(فمن اضطر في مخمصة) معناه: فمن دعته الضرورة في مجاعة، حتى لا يمكنه الامتناع من أكله، عن ابن عباس، وقتادة، والسدي (غير متجانف لإثم) أي: غير مائل إلى إثم، وهو نصب على الحال، يعني: فمن اضطر إلى أكل الميتة، وما عدد الله تحريمه عند المجاعة الشديدة، غير متعمد لذلك، ولا مختار له، ولا مستحل له، فإن الله سبحانه أباح تناول ذلك له، قدر ما يمسك به رمقه، بلا زيادة عليه، عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، وبه قال أهل العراق.
وقال أهل المدينة: يجوز أن يشبع منه عند الضرورة. وقيل: إن معنى قوله:
(غير متجانف لإثم) غير عاص، بأن يكون باغيا، أو عاديا، أو خارجا في معصية، عن قتادة (فإن الله غفور رحيم): في الكلام محذوف دل عليه ما ذكر، والمعنى:
فمن اضطر إلى ما حرمت عليه، غير متجانف لإثم، فأكله، فإن الله غفور لذنوبه، ساترا عليه أكله، لا يؤاخذه به، وليس يريد أنه يغفر له عقاب ذلك الأكل، لأنه أباحه له، ولا يستحق العقاب على فعل المباح، وهو رحيم: أي رفيق بعباده، ومن رحمته أباح لهم ما حرم عليهم في حال الخوف على النفس.
(يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 3  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست